ولما ذكر حكمة الإمداد وما تبعه من الآثار المثبتة للقلوب والأقدام، ذكر ما أمر به المدد من فقال: التثبيت بالقول والفعل إذ بدلا ثالثا من: " إذ يعدكم " أو ظرفا ليثبت يوحي ربك أي: المحسن إليك بجميع ذلك إلى الملائكة وبين أن النصر منه لا من المدد بقوله: أني معكم أي: ومن كنت معه كان ظافرا بجميع مأموله فثبتوا أي: بسبب ذلك الذين آمنوا أي: بأنواع التثبيت من تكثير سوادهم وتقوية قلوبهم وقتال أعدائهم وتقليلهم في أعينهم وتحقير شأنهم; ثم بين المعية بقوله: سألقي أي: بوعد لا خلف فيه في قلوب الذين كفروا أي: أوجدوا الكفر الرعب فلا يكون لهم ثبات فاضربوا أي: أيها المؤمنون من الملائكة والبشر غير هائبين بسبب ذلك. [ ص: 238 ] ولما كان ضرب العنق والرأس أوحى مهلك للإنسان، وكان العنق يستر في الحرب غالبا، عبر بقوله: فوق الأعناق أي: الرؤوس أو أعالي الأعناق منهم لأنها مفاصل ومذابح.
ولما كان إفساد الأصابع أنكى ما يكون بعد ذلك لأنه يبطل قتال المضروب أو كمال قتاله، قال: واضربوا منهم كل بنان أي: فإنه لا مانع من ذلك لكوني معكم،