ولما تراجعوا بهذا الكلام ليكون زاجرا للعاصين فلم يرجعوا، أخبر أنه صدق ظنهم بإيقاع الأمرين معا: العذاب الشديد والإهلاك فقال: فلما نسوا ما ذكروا به أي: فعلوا في إعراضهم عنه فعل الناسي وتركوه ترك المنسي؛ وهو أن الله لا يهملهم كما أن الإنسان لا يمكن أن يهمل [ ص: 140 ] أحدا تحت يده، ليفعل ما يشاء من غير اعتراض أنجينا أي: بعظمتنا الذين ينهون أي: استمروا على النهي عن السوء أي: الحرام وأخذنا أي: أخذ غلبة وقهر الذين ظلموا أي: بالعدو في السبت بعذاب بئيس أي: شديد جدا بما كانوا أي: جبلة وطبعا يفسقون أي: بسبب استمرارهم على تجديد الفسق.