قوله تعالى : وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى قد انتظم ذلك وهو نظير قوله تعالى : تحري الصدق وعدل القول في الشهادات والأخبار والحكم بين الناس والتسوية بين القريب والبعيد فيه ، كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا وقد بينا حكم ذلك فيما تقدم في موضعه . وقد انتظم قوله : وإذا قلتم فاعدلوا مصالح الدنيا والآخرة ؛ لأن من تحرى صدق القول في العدل فهو أن يتحرى العدل في الفعل أحرى ، ومن كان بهذه الصفة فقد حاز خير الدنيا والآخرة ؛ نسأل الله حسن التوفيق لذلك .