nindex.php?page=treesubj&link=28976_28723_33177_34512_34513nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114قال عيسى ابن مريم لما رأى عليه السلام أن لهم غرضا صحيحا في ذلك ، وأنهم لا يقلعون عنه ، أزمع على استدعائها واستنزالها ، وأراد أن يلزمهم الحجة بكمالها .
روي أنه صلى الله عليه وسلم اغتسل ولبس المسح ، وصلى ركعتين ، فطأطأ رأسه وغض بصره ، ثم قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114اللهم ربنا ناداه سبحانه وتعالى مرتين ، مرة بوصف الألوهية الجامعة لجميع الكمالات ، ومرة بوصف الربوبية المنبئة عن التربية ; إظهارا لغاية التضرع ومبالغة في الاستدعاء .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114أنزل علينا تقديم الظرف على قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114مائدة ، لما مر مرارا من الاهتمام بالمقدم والتشويق إلى المؤخر .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114من السماء متعلق بأنزل ، أو بمحذوف هو صفة لمائدة ; أي : كائنة من السماء نازلة منها .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114تكون لنا عيدا في محل النصب على أنه صفة لمائدة ، واسم " تكون " ضمير المائدة ، وخبرها إما "
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114عيدا " ، و"
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114لنا " حال منه ، أو من ضمير "
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114تكون " عند من يجوز إعمالها في الحال ، وإما " لنا " و"
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114عيدا " حال من الضمير في "
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114لنا " ; لأنه وقع خبرا فيحمل ضميرا ، أو من ضمير " تكون " عند من يرى ذلك أن يكون يوم نزولها عيدا نعظمه ، وإنما أسند ذلك إلى المائدة ; لأن شرف اليوم مستعار من شرفها .
وقيل : العيد : السرور العائد ، ولذلك سمي يوم العيد عيدا . وقرئ : ( تكن ) بالجزم على جواب الأمر ، كما في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=5فهب لي من لدنك وليا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=6يرثني ، خلا أن قراءة الجزم هناك متواترة ، وههنا من الشواذ .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114لأولنا وآخرنا بدل من " لنا " بإعادة العامل ; أي : عيدا لمتقدمينا ومتأخرينا . روي أنها نزلت يوم الأحد ; ولذلك اتخذه النصارى عيدا . وقيل : للرؤساء منا والأتباع . وقيل : يأكل منها أولنا وآخرنا . وقرئ : ( لأولانا وأخرانا ) بمعنى : الأمة والطائفة .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114وآية عطف على " عيدا " .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114منك متعلق بمحذوف هو صفة لآية ; أي : كائنة منك دالة على كمال قدرتك وصحة نبوتي .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114وارزقنا ; أي : المائدة ، أو الشكر عليها .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114وأنت خير الرازقين تذييل جار مجرى التعليل ; أي : خير من يرزق ; لأنه خالق الأرزاق ومعطيها بلا عوض ، وفي إقباله عليه السلام على الدعاء بتكرير النداء المنبئ عن كمال الضراعة والابتهال وزيادته ، ما لم يخطر ببال السائلين من الأمور الداعية إلى الإجابة والقبول دلالة واضحة على أنهم كانوا مؤمنين ، وأن سؤالهم كان لتحصيل الطمأنينة ، كما في قول
إبراهيم عليه السلام :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=260رب أرني كيف تحي الموتى ، وإلا لما قبل اعتذارهم بما ذكروه ، ولما أضاف إليه من عنده ما يؤكده ويقربه إلى القبول .
nindex.php?page=treesubj&link=28976_28723_33177_34512_34513nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لَمَّا رَأَى عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّ لَهُمْ غَرَضًا صَحِيحًا فِي ذَلِكَ ، وَأَنَّهُمْ لَا يُقْلِعُونَ عَنْهُ ، أَزْمَعَ عَلَى اسْتِدْعَائِهَا وَاسْتِنْزَالِهَا ، وَأَرَادَ أَنْ يُلْزِمَهُمُ الْحُجَّةَ بِكَمَالِهَا .
رُوِيَ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اغْتَسَلَ وَلَبِسَ الْمِسْحَ ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ، فَطَأْطَأَ رَأْسَهُ وَغَضَّ بَصَرَهُ ، ثُمَّ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114اللَّهُمَّ رَبَّنَا نَادَاهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مَرَّتَيْنِ ، مَرَّةً بِوَصْفِ الْأُلُوهِيَّةِ الْجَامِعَةِ لِجَمِيعِ الْكَمَالَاتِ ، وَمَرَّةً بِوَصْفِ الربوبية الْمُنْبِئَةِ عَنِ التَّرْبِيَةِ ; إِظْهَارًا لِغَايَةِ التَّضَرُّعِ وَمُبَالَغَةً فِي الِاسْتِدْعَاءِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114أَنْزِلْ عَلَيْنَا تَقْدِيمُ الظَّرْفِ عَلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114مَائِدَةً ، لِمَا مَرَّ مِرَارًا مِنَ الْاهْتِمَامِ بِالْمُقَدَّمِ وَالتَّشْوِيقِ إِلَى الْمُؤَخَّرِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114مِنَ السَّمَاءِ مُتَعَلِّقٌ بِأَنْزِلْ ، أَوْ بِمَحْذُوفٍ هُوَ صِفَةٌ لِمَائِدَةٍ ; أَيْ : كَائِنَةً مِنَ السَّمَاءِ نَازِلَةً مِنْهَا .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114تَكُونُ لَنَا عِيدًا فِي مَحَلِّ النَّصْبِ عَلَى أَنَّهُ صِفَةٌ لِمَائِدَةٍ ، وَاسْمُ " تَكُونُ " ضَمِيرُ الْمَائِدَةِ ، وَخَبَرُهَا إِمَّا "
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114عِيدًا " ، وَ"
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114لَنَا " حَالٌ مِنْهُ ، أَوْ مِنْ ضَمِيرِ "
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114تَكُونُ " عِنْدَ مَنْ يُجَوِّزُ إِعْمَالَهَا فِي الْحَالِ ، وَإِمَّا " لَنَا " وَ"
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114عِيدًا " حَالٌ مِنَ الضَّمِيرِ فِي "
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114لَنَا " ; لِأَنَّهُ وَقَعَ خَبَرًا فَيَحْمِلُ ضَمِيرًا ، أَوْ مِنْ ضَمِيرِ " تَكُونُ " عِنْدَ مَنْ يَرَى ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ يَوْمَ نُزُولِهَا عِيدًا نُعَظِّمُهُ ، وَإِنَّمَا أُسْنِدَ ذَلِكَ إِلَى الْمَائِدَةِ ; لِأَنَّ شَرَفَ الْيَوْمِ مُسْتَعَارٌ مِنْ شَرَفِهَا .
وَقِيلَ : الْعِيدُ : السُّرُورُ الْعَائِدُ ، وَلِذَلِكَ سُمِّيَ يَوْمُ الْعِيدِ عِيدًا . وَقُرِئَ : ( تَكُنْ ) بِالْجَزْمِ عَلَى جَوَابِ الْأَمْرِ ، كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=5فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=6يَرِثُنِي ، خَلَا أَنَّ قِرَاءَةَ الْجَزْمِ هُنَاكَ مُتَوَاتِرَةٌ ، وَهَهُنَا مِنَ الشَّوَاذِّ .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا بَدَلٌ مِنْ " لَنَا " بِإِعَادَةِ الْعَامِلِ ; أَيْ : عِيدًا لِمُتَقَدِّمِينَا وَمُتَأَخِّرِينَا . رُوِيَ أَنَّهَا نَزَلَتْ يَوْمَ الْأَحَدِ ; وَلِذَلِكَ اتَّخَذَهُ النَّصَارَى عِيدًا . وَقِيلَ : لِلرُّؤَسَاءِ مِنَّا وَالْأَتْبَاعِ . وَقِيلَ : يَأْكُلُ مِنْهَا أَوَّلُنَا وَآخِرُنَا . وَقُرِئَ : ( لِأُولَانَا وَأُخْرَانَا ) بِمَعْنَى : الْأُمَّةِ وَالطَّائِفَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114وَآيَةً عَطْفٌ عَلَى " عِيدًا " .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114مِنْكَ مُتَعَلِّقٌ بِمَحْذُوفٍ هُوَ صِفَةٌ لِآيَةٍ ; أَيْ : كَائِنَةً مِنْكَ دَالَّةً عَلَى كَمَالِ قُدْرَتِكَ وَصِحَّةِ نُبُوَّتِي .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114وَارْزُقْنَا ; أَيِ : الْمَائِدَةَ ، أَوِ الشُّكْرَ عَلَيْهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=114وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ تَذْيِيلٌ جَارٍ مَجْرَى التَّعْلِيلِ ; أَيْ : خَيْرُ مَنْ يَرْزُقُ ; لِأَنَّهُ خَالِقُ الْأَرْزَاقِ وَمُعْطِيهَا بِلَا عِوَضٍ ، وَفِي إِقْبَالِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى الدُّعَاءِ بِتَكْرِيرِ النِّدَاءِ الْمُنْبِئِ عَنْ كَمَالِ الضَّرَاعَةِ وَالِابْتِهَالِ وَزِيَادَتِهِ ، مَا لَمْ يَخْطُرْ بِبَالِ السَّائِلِينَ مِنَ الْأُمُورِ الدَّاعِيَةِ إِلَى الْإِجَابَةِ وَالْقَبُولِ دَلَالَةٌ وَاضِحَةٌ عَلَى أَنَّهُمْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ ، وَأَنَّ سُؤَالَهُمْ كَانَ لِتَحْصِيلِ الطُّمَأْنِينَةِ ، كَمَا فِي قَوْلِ
إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=260رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى ، وَإِلَّا لَمَا قَبِلَ اعْتِذَارَهُمْ بِمَا ذَكَرُوهُ ، وَلَمَا أَضَافَ إِلَيْهِ مِنْ عِنْدِهِ مَا يُؤَكِّدُهُ وَيُقَرِّبُهُ إِلَى الْقَبُولِ .