[ ص: 54 ] 74ـ سورة المدثر
سورة المدثر مكية، وآياتها ست وخمسون
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أيها المدثر
يا أيها المدثر أي: المتدثر، وهو لابس الدثار، وهو ما يلبس فوق الشعار الذي يلي الجسد، قيل: هي أول سورة نزلت.
روي عن رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: جابر محمد; إنك رسول الله فنظرت عن يميني ويساري فلم أر شيئا، فنظرت فوقي فإذا به قاعد على عرش بين السماء والأرض ـ يعني الملك الذي ناداه ـ فرعبت ورجعت إلى فقلت: دثروني دثروني، فنزل خديجة، جبريل وقال: يا أيها المدثر" . وعن "كنت على جبل حراء فنوديت يا أن أول ما نزل سورة "اقرأ" إلى قوله تعالى: الزهري:" ما لم يعلم فحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل يعلو شواهق الجبال، فأتاه جبريل عليه السلام، وقال: إنك نبي الله فرجع إلى فقال: دثروني وصبوا علي ماء باردا، فنزل خديجة، جبريل فقال: يأيها المدثر وقيل سمع من قريش ما كرهه فاغتم فتغطى بثوبه متفكرا، كما يفعل المغموم فأمر أن يدع إنذارهم، وإن سمعوه وآذوه" ، وقيل: كان نائما متدثرا، وقيل المراد: المتدثر بلباس النبوة والمعارف الإلهية، وقرئ: (المدثر) على صيغة اسم المفعول من دثره، أي: الذي دثر هذا الأمر العظيم وعصب به وفي حرف أبي المنذر يأيها المتدثر على الأصل