ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزا عظيما
وقوله تعالى: ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها متعلق بما يدل عليه ما ذكر من كون جنود السموات والأرض له تعالى من معنى التصرف والتدبير أي: دبر ما دبر من تسليط المؤمنين ليعرفوا نعمة الله في ذلك ويشكروها فيدخلهم الجنة. ويكفر عنهم سيئاتهم أي: يغطيها ولا يظهرها، وتقديم الإدخال في الذكر على التكفير مع أن الترتيب في الوجود على العكس للمسارعة إلى بيان ما هو المطلب الأعلى. وكان ذلك أي: ما ذكر من الإدخال والتكفير. عند الله فوزا عظيما لا يقادر قدره لأنه منتهى ما يمتد إليه أعناق الهمم من جلب نفع ودفع ضر ، و"عند الله" حال من "فوزا" لأنه صفته في الأصل فلما قدم عليه صار حالا أي: كائنا عند الله أي: في علمه تعالى وقضائه، والجملة اعتراض مقرر لما قبله.