حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد إذا هم فيه مبلسون
حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد هو عذاب الآخرة كما ينبئ عنه التهويل بفتح الباب والوصف بالشدة ، وقرئ : "فتحنا" بالتشديد . إذا هم فيه مبلسون أي : متحيرون آيسون من كل خير ، أي : محناهم بكل محنة من القتل والأسر والجوع وغير ذلك فما رؤي منهم لين مقادة وتوجه إلى الإسلام قط ، وأما ما أظهره فليس من الاستكانة له تعالى والتضرع إليه تعالى في شيء وإنما هو نوع خنوع إلى أن يتم غرضه ، فحاله كما قيل : إذا جاع ضغا وإذا شبع طغا وأكثرهم مستمرون على ذلك إلى أن يروا عذاب الآخرة فحينئذ يبلسون . وقيل المراد بالباب : الجوع فإنه أشد وأعم من القتل والأسر ، والمعنى : أخذناهم أولا بما جرى عليهم يوم بدر من قتل صناديدهم وأسرهم فما وجد منهم تضرع واستكانة حتى فتحنا عليهم باب الجوع الذي هو أطم وأتم فأبلسوا الساعة وخضعت رقابهم وجاءك أعتاهم وأشدهم شكيمة في العناد يستعطفك . والوجه هو الأول . أبو سفيان