ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون
وقوله تعالى : ولقد أخذناهم بالعذاب استئناف مسوق للاستشهاد على مضمون الشرطية ، والمراد بالعذاب : ما نالهم يوم بدر من القتل والأسر ، وما أصابهم من فنون العذاب التي من جملتها القحط المذكور . واللام جواب قسم محذوف ، أي : وبالله لقد أخذناهم بالعذاب . فما استكانوا لربهم بذلك ، أي : لم يخضعوا ولم يتذللوا على أنه إما استفعال من الكون لأن الخاضع ينتقل من كون إلى كون ، أو افتعال من السكون قد أشبعت فتحته كمنتزاح في منتزح ، بل أقاموا على ما كانوا عليه من العتو والاستكبار .
وقوله تعالى : وما يتضرعون اعتراض مقرر لمضمون ما قبله ، أي : وليس من عادتهم التضرع إليه تعالى .