يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم
يا أيها النبي قل لمن في أيديكم أي: في ملكتكم كأن أيديكم قابضة عليهم من الأسرى [ ص: 37 ] وقرئ (من الأسارى) إن يعلم الله في قلوبكم خيرا خلوص إيمان وصحة نية يؤتكم خيرا مما أخذ منكم من الفداء، وقرئ (أخذ) على البناء للفاعل.
روي أنها نزلت في كلفه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يفدي ابني أخيه العباس، عقيل بن أبي طالب، ونوفل بن الحرث، فقال: يا محمد ، تركتني أتكفف قريشا ما بقيت، فقال له صلى الله عليه وسلم: «فأين الذهب الذي دفعته إلى وقت خروجك من أم الفضل مكة ؟ وقلت لها: ما أدري ما يصيبني في وجهي هذا، فإن حدث بي حدث فهو لك، ولعبد الله، وعبيد الله، والفضل؟ فقال ما يدريك؟ فقال: أخبرني به ربي، قال العباس: فأنا أشهد أنك صادق، وأن لا إله إلا الله، وأنك عبده ورسوله، والله لم يطلع عليه أحد إلا الله، ولقد دفعته إليها في سواد الليل، ولقد كنت مرتابا في أمرك، فأما إذا أخبرتني بذلك فلا ريب» العباس: قال بعد حين: فأبدلني الله خيرا من ذلك لي الآن عشرون عبدا، وإن أدناهم ليضرب في عشرين ألفا، وأعطاني زمزم ما أحب أن لي بها جميع أموال أهل العباس مكة ، وأنا أنتظر المغفرة من ربي يتأول به ما في قوله تعالى: ويغفر لكم والله غفور رحيم فإنه وعد بالمغفرة مؤكد بما بعده من الاعتراض التذييلي.