إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون
إن شر الدواب بعدما شرح أحوال المهلكين من شرار الكفرة شرع في بيان أحوال الباقين منهم، وتفصيل أحكامهم، وقوله تعالى: عند الله أي: في حكمه وقضائه الذين كفروا أي: أصروا على الكفر، ولجوا فيه، جعلوا شر الدواب لا شر الناس؛ إيماء إلى أنهم بمعزل من مجانستهم، وإنما هم من جنس الدواب، ومع ذلك شر من جميع أفرادها حسبما نطق به قوله تعالى: إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل وقوله تعالى: فهم لا يؤمنون حكم مترتب على تماديهم في الكفر ورسوخهم فيه، وتسجيل عليهم بكونهم من أصل الطبع، لا يلويهم صارف، ولا يثنيهم عاطف أصلا، جيء به على وجه الاعتراض، لا أنه عطف على كفروا، داخل معه في حيز الصلة التي لا حكم فيها بالفعل وقوله تعالى: