قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=3وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين فقد كذبوا بالحق لما جاءهم فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=3وهو الله في السماوات وفي الأرض يقال ما عامل الإعراب في الظرف
[ ص: 302 ] من
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=3في السماوات وفي الأرض ؟ ففيه أجوبة : أحدها : أي : وهو الله المعظم أو المعبود في السماوات وفي الأرض ; كما تقول : زيد الخليفة في الشرق والغرب أي : حكمه ، ويجوز أن يكون المعنى وهو الله المنفرد بالتدبير في السماوات وفي الأرض ; كما تقول : هو في حاجات الناس وفي الصلاة ، ويجوز أن يكون خبرا بعد خبر ويكون المعنى : وهو الله في السماوات وهو الله في الأرض . وقيل : المعنى وهو الله يعلم سركم وجهركم في السماوات وفي الأرض فلا يخفى عليه شيء ; قال
النحاس : وهذا من أحسن ما قيل فيه ، وقال
محمد بن جرير : وهو الله في السماوات ويعلم سركم وجهركم في الأرض ، ( فيعلم ) مقدم في الوجهين ، والأول أسلم وأبعد من الإشكال ، وقيل غير هذا ، والقاعدة تنزيهه جل وعز عن الحركة والانتقال وشغل الأمكنة .
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=3ويعلم ما تكسبون أي : من خير وشر ، والكسب الفعل لاجتلاب نفع أو دفع ضرر ، ولهذا لا يقال لفعل الله كسب .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=4وما تأتيهم من آية أي : علامة كانشقاق القمر ونحوها . و ( من ) لاستغراق الجنس ; تقول : ما في الدار من أحد .
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=4من آيات ربهم من الثانية للتبعيض .
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=4إلا كانوا عنها معرضين خبر كانوا . والإعراض ترك النظر في الآيات التي يجب أن يستدلوا بها على توحيد الله جل وعز من خلق السماوات والأرض وما بينهما ، وأنه يرجع إلى قديم حي غني عن جميع الأشياء قادر لا يعجزه شيء عالم لا يخفى عليه شيء من المعجزات التي أقامها لنبيه صلى الله عليه وسلم ; ليستدل بها على صدقه في جميع ما أتى به .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=5فقد كذبوا يعني مشركي
مكة . بالحق يعني القرآن ، وقيل :
بمحمد صلى الله عليه وسلم .
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=5فسوف يأتيهم أي : يحل بهم العقاب ; وأراد الأنباء - وهي الأخبار - العذاب ; كقولك : اصبر وسوف يأتيك الخبر أي العذاب ; والمراد ما نالهم يوم
بدر ونحوه . وقيل : يوم القيامة .