[ ص: 326 ] سورة النساء
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=28975_18043_19860_28723_30497_31807_31808_34252_34263_34513nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا
1 -
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1يا أيها الناس يا بني
آدم nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة فرعكم من أصل واحد، وهو نفس
آدم أبيكم
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1وخلق منها زوجها معطوف على محذوف، كأنه قيل: من نفس واحدة، أنشأها، وخلق منها زوجها، والمعنى: شعبكم من نفس واحدة هذه صفتها، وهي أنه أنشأها من تراب، وخلق منها زوجها
حواء من ضلع من أضلاعه.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1وبث منهما [ونشر من
آدم وحواء nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1رجالا كثيرا ونساء كثيرة، أي: وبث منهما نوعي جنس الإنس، وهما الذكور والإناث]. فوصفها بصفة هي بيان وتفصيل لكيفية خلقهم منها، أو على خلقكم، والخطاب في
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1يا أيها الناس للذين بعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمعنى: خلقكم من نفس
آدم، وخلق منها أمكم
حواء، وبث منهما رجالا كثيرا ونساء غيركم من الأمم الفائتة للحصر، فإن قلت: الذي تقتضيه جزالة النظم أن يجاء عقيب الأمر بالتقوى بما يدعو إليها، فكيف كان خلقه إياهم من نفس واحدة على التفصيل الذي ذكره داعيا إليها؟ قلت: لأن ذلك مما يدل على القدرة العظيمة، ومن قدر على نحوه كان قادرا على كل شيء، ومن المقدورات عقاب
[ ص: 327 ] الكفار والفجار، فالنظر فيه يؤدي إلى أن يتقي القادر عليه، ويخشى عقابه، ولأنه يدل على النعمة السابغة عليهم، فحقهم أن يتقوه في كفرانها، قال صلى الله عليه وسلم عند نزول الآية:
"خلقت المرأة من الرجل فهمها في الرجل، وخلق الرجل من التراب فهمه في التراب". nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1واتقوا الله الذي تساءلون به والأصل: تتساءلون، فأدغمت التاء في السين بعد إبدالها سينا لقرب التاء من السين للهمس، (تساءلون به) بالتخفيف- كوفي، على حذف التاء الثانية استثقالا; لاجتماع التاءين، أي: يسأل بعضكم بعضا بالله وبالرحم، افعل كذا، على سبيل الاستعطاف.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1والأرحام بالنصب على أنه معطوف على اسم الله تعالى، أي: واتقوا الأرحام أن تقطعوها، أو على موضع الجار والمجرور، كقولك: مررت بزيد وعمرا، أو بالجر،
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة، على عطف الظاهر على الضمير، وهو ضعيف; لأن الضمير المتصل كاسمه متصل، والجار والمجرور كشيء واحد، فأشبه العطف على بعض الكلمة
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1إن الله كان عليكم رقيبا حافظا أو عالما.
[ ص: 326 ] سُورَةُ النِّسَاءِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=28975_18043_19860_28723_30497_31807_31808_34252_34263_34513nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا
1 -
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1يَا أَيُّهَا النَّاسُ يَا بَنِي
آدَمَ nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَرْعُكُمْ مِنْ أَصْلٍ وَاحِدٍ، وَهُوَ نَفْسُ
آدَمَ أَبِيكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا مَعْطُوفٌ عَلَى مَحْذُوفٍ، كَأَنَّهُ قِيلَ: مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ، أَنْشَأَهَا، وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا، وَالْمَعْنَى: شَعَّبَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ هَذِهِ صِفَتُهَا، وَهِيَ أَنَّهُ أَنْشَأَهَا مِنْ تُرَابٍ، وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا
حَوَّاءَ مِنْ ضِلَعٍ مِنْ أَضْلَاعِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1وَبَثَّ مِنْهُمَا [وَنَشَرَ مِنْ
آدَمَ وَحَوَّاءَ nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً كَثِيرَةً، أَيْ: وَبَثَّ مِنْهُمَا نَوْعَيْ جِنْسِ الْإِنْسِ، وَهُمَا الذُّكُورُ وَالْإِنَاثُ]. فَوَصَفَهَا بِصِفَةٍ هِيَ بَيَانٌ وَتَفْصِيلٌ لِكَيْفِيَّةِ خَلْقِهِمْ مِنْهَا، أَوْ عَلَى خَلْقِكُمْ، وَالْخِطَابُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1يَا أَيُّهَا النَّاسُ لِلَّذِينِ بَعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمَعْنَى: خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسِ
آدَمَ، وَخَلَقَ مِنْهَا أَمَّكُمْ
حَوَّاءَ، وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً غَيْرَكُمْ مِنَ الْأُمَمِ الْفَائِتَةِ لِلْحَصْرِ، فَإِنْ قُلْتَ: الَّذِي تَقْتَضِيهِ جَزَالَةُ النَّظْمِ أَنْ يُجَاءَ عَقِيبَ الْأَمْرِ بِالتَّقْوَى بِمَا يَدْعُو إِلَيْهَا، فَكَيْفَ كَانَ خِلْقُهُ إِيَّاهُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ عَلَى التَّفْصِيلِ الَّذِي ذَكَرَهُ دَاعِيًا إِلَيْهَا؟ قُلْتُ: لِأَنَّ ذَلِكَ مِمَّا يَدُلُّ عَلَى الْقُدْرَةِ الْعَظِيمَةِ، وَمَنْ قَدَرَ عَلَى نَحْوِهِ كَانَ قَادِرًا عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، وَمِنَ الْمَقْدُورَاتِ عِقَابُ
[ ص: 327 ] الْكُفَّارِ وَالْفُجَّارِ، فَالنَّظَرُ فِيهِ يُؤَدِّي إِلَى أَنْ يَتَّقِيَ الْقَادِرُ عَلَيْهِ، وَيَخْشَى عِقَابَهُ، وَلِأَنَّهُ يَدُلُّ عَلَى النِّعْمَةِ السَّابِغَةِ عَلَيْهِمْ، فَحَقُّهُمْ أَنْ يَتَّقُوهُ فِي كُفْرَانِهَا، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ نُزُولِ الْآيَةِ:
"خُلِقَتِ الْمَرْأَةُ مِنَ الرَّجُلِ فَهَمُّهَا فِي الرَّجُلِ، وَخُلِقَ الرَّجُلُ مِنَ التُّرَابِ فَهَمُّهُ فِي التُّرَابِ". nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَصْلُ: تَتَسَاءَلُونَ، فَأُدْغِمَتِ التَّاءُ فِي السِّينِ بَعْدَ إِبْدَالِهَا سِينًا لِقُرْبِ التَّاءِ مِنَ السِّينِ لِلْهَمْسِ، (تَسَاءَلُونَ بِهِ) بِالتَّخْفِيفِ- كُوفِيٌّ، عَلَى حَذْفِ التَّاءِ الثَّانِيَةِ اسْتِثْقَالًا; لِاجْتِمَاعِ التَّاءَيْنِ، أَيْ: يَسْأَلُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِاللَّهِ وَبِالرَّحِمِ، افْعَلْ كَذَا، عَلَى سَبِيلِ الِاسْتِعْطَافِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1وَالأَرْحَامَ بِالنَّصْبِ عَلَى أَنَّهُ مَعْطُوفٌ عَلَى اسْمِ اللَّهِ تَعَالَى، أَيْ: وَاتَّقُوا الْأَرْحَامَ أَنْ تَقْطَعُوهَا، أَوْ عَلَى مَوْضِعِ الْجَارِّ وَالْمَجْرُورِ، كَقَوْلِكَ: مَرَرْتُ بِزَيْدٍ وَعَمْرًا، أَوْ بِالْجَرِّ،
nindex.php?page=showalam&ids=15760حَمْزَةُ، عَلَى عَطْفِ الظَّاهِرِ عَلَى الضَّمِيرِ، وَهُوَ ضَعِيفٌ; لِأَنَّ الضَّمِيرَ الْمُتَّصِلَ كَاسْمِهِ مُتَّصِلٌ، وَالْجَارُّ وَالْمَجْرُورُ كَشَيْءٍ وَاحِدٍ، فَأَشْبَهَ الْعَطْفَ عَلَى بَعْضِ الْكَلِمَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا حَافِظًا أَوْ عَالِمًا.