ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين
52 - ويا قوم استغفروا ربكم آمنوا به ثم توبوا إليه من عبادة غيره يرسل السماء أي المطر عليكم مدرارا حال أي : كثيرة الدرور ويزدكم قوة إلى قوتكم إنما قصد استمالتهم إلى الإيمان بكثرة المطر وزيادة [ ص: 67 ] القوة ؛ لأنهم كانوا أصحاب زروع وبساتين فكانوا أحوج شيء إلى الماء وكانوا مدلين بما أوتوا من شدة البطش والقوة وقيل أراد القوة بالمال أو على النكاح وقيل حبس عنهم القطر ثلاث سنين وعقمت أرحام نسائهم فوعدهم هود عليه السلام المطر والأولاد على الإيمان والاستغفار ، وعن - رضي الله عنهما - أنه وفد على الحسن بن علي فلما خرج قال له بعض حجابه إني رجل ذو مال ولا يولد لي علمني شيئا لعل الله يرزقني ولدا فقال معاوية عليك بالاستغفار فكان يكثر الاستغفار حتى ربما استغفر في يوم واحد سبعمائة مرة فولد له عشر بنين فبلغ ذلك الحسن فقال هلا سألته مم قال ذلك فوفد وفدة أخرى فسأله الرجل فقال ألم تسمع قول معاوية هود ويزدكم قوة إلى قوتكم وقول نوح عليه السلام ويمددكم بأموال وبنين ولا تتولوا ولا تعرضوا عني وعما أدعوكم إليه مجرمين مصرين على إجرامكم وآثامكم