فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمت ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون
فانتقمنا منهم فأردنا الانتقام منهم . فأغرقناهم في اليم أي البحر الذي لا يدرك قعره . وقيل لجته .
بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين أي كان إغراقهم بسبب تكذيبهم بالآيات وعدم فكرهم فيها حتى صاروا كالغافلين عنها . وقيل الضمير للنقمة المدلول عليها بقوله : فانتقمنا .
[ ص: 32 ] وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون بالاستعباد وذبح الأبناء من مستضعفيهم . مشارق الأرض ومغاربها يعني أرض الشام ملكها بنو إسرائيل بعد الفراعنة والعمالقة وتمكنوا في نواحيها . التي باركنا فيها بالخصب وسعة العيش . وتمت كلمت ربك الحسنى على بني إسرائيل ومضت عليهم واتصلت بالانجاز عدته إياهم بالنصرة والتمكين وهو قوله تعالى : ونريد أن نمن إلى قوله : ما كانوا يحذرون وقرئ « كلمات ربك » لتعدد المواعيد بما صبروا بسبب صبرهم على الشدائد . ودمرنا وخربنا . ما كان يصنع فرعون وقومه من القصور والعمارات . وما كانوا يعرشون من الجنات أو ما كانوا يرفعون من البنيان كصرح هامان وقرأ ابن عامر هنا وفي « النحل » وأبو بكر يعرشون بالضم . وهذا آخر قصة فرعون وقومه .