ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وقرأ الكوفيون «إحسانا»، وقرئ حسنا أي إيصاء «حسنا». حملته أمه كرها ووضعته كرها ذات كره أو حملا ذا كره وهو المشقة، وقرأ الحجازيان وأبو عمرو بالفتح وهما لغتان كالفقر والفقر. وقيل: المضموم اسم والمفتوح مصدر. وهشام وحمله وفصاله ومدة حمله وفصاله، والفصال الفطام ويدل عليه قراءة «وفصله» أو وقته والمراد به الرضاع التام المنتهى به ولذلك عبر به كما يعبر بالأمد عن المدة، قال: يعقوب
كل حي مستكمل عدة العم ... ر ومود إذا انتهى أمده
ثلاثون شهرا كل ذلك بيان لما تكابده الأم في تربية الولد مبالغة في التوصية بها، وفيه دليل على أن ستة أشهر لأنه إذا حط منه للفصال حولان لقوله: أقل مدة الحمل حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة [ ص: 114 ] بقي ذلك وبه قال الأطباء ولعل تخصيص أقل الحمل لانضباطهما وتحقق ارتباط حكم النسب والرضاع بهما. وأكثر الرضاع حتى إذا بلغ أشده إذا اكتهل واستحكم قوته وعقله. وبلغ أربعين سنة قيل: لم يبعث نبي إلا بعد الأربعين. قال رب أوزعني ألهمني وأصله أولعني من أوزعته بكذا. أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي يعني نعمة الدين أو ما يعمها وغيرها، وذلك يؤيد ما روي أنها نزلت في رضي الله عنه لأنه لم يكن أحد أسلم هو وأبواه من المهاجرين والأنصار سواه. أبي بكر وأن أعمل صالحا ترضاه نكرة للتعظيم أو لأنه أراد نوعا من الجنس يستجلب رضا الله عز وجل. وأصلح لي في ذريتي واجعل لي الصلاح ساريا في ذريتي راسخا فيهم ونحوه قوله:
وإن تعتذر بالمحل عن ذي ضروعها ... إلى الضيف يجرح في عراقيبها نصلي
إني تبت إليك عما لا ترضاه أو يشغل عنك. وإني من المسلمين المخلصين لك.