وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم
تأذن ربك : عزم ربك ، وهو تفعل من الإيذان ، وهو الإعلام ; لأن العازم على الأمر يحدت نفسه به ، ويؤذنها بفعله ، وأجري مجرى فعل القسم ; كعلم الله ، وشهد الله ; ولذلك أجيب بما يجاب به القسم ، وهو قوله : "ليبعثن" ، والمعنى : وإذ حتم ربك وكتب على نفسه ، ليبعثن على اليهود إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب : فكانوا يؤدون الجزية إلى المجوس ، إلى أن بعث الله محمدا - صلى الله عليه وسلم - فضربها عليهم ، فلا تزال مضروبة عليهم إلى آخر الدهر ، ومعنى : "ليبعثن عليهم" ليسلطن عليهم ; كقوله : بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد [الإسراء : 5] .