وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا وإن يكن ميتة فهم فيه شركاء سيجزيهم وصفهم إنه حكيم عليم
كانوا يقولون في أجنة البحائر والسوائب : ما ولد منها حيا فهو خالص للذكور ، لا تأكل منه الإناث ، وما ولد منها ميتا اشترك فيه الذكور والإناث ، وأنث ، "خالصة" : للحمل على المعنى ; لأن "ما" في معنى الأجنة وذكر "محرم" : للحمل على اللفظ ; ونظيره : ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك [محمد : 16] ، ويجوز أن تكون التاء للمبالغة مثلها في رواية الشعر ، وأن تكون مصدرا وقع موقع الخالص ، كالعاقبة ، أي : ذو خالصة ; ويدل عليه قراءة من قرأ : "خالصة" بالنصب ، على أن قوله : "لذكورنا" : هو الخبر ، وخالصة : مصدر مؤكد ، ولا يجوز أن يكون حالا متقدمة ; لأن المجرور لا يتقدم عليه حاله ، وقرأ : "خالصة" على الإضافة ، وفي مصحف ابن عباس عبد الله : "خالص" وإن يكن ميتة : وإن يكن ما في بطونها ميتة .
وقرئ : "وإن تكن" ، بالتأنيث ، على : وإن تكن الأجنة ميتة .
وقرأ أهل مكة : "وإن تكن ميتة" بالتأنيث ، والرفع على كان التامة ، وتذكير الضمير في قوله : فهم فيه شركاء ; لأن الميتة لكل ميت ذكر أو أنثى ; فكأنه قيل : "وإن يكن ميت فهم فيه شركاء" سيجزيهم وصفهم أي : جزاء وصفهم الكذب على الله في التحليل والتحريم من قوله تعالى : لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام [النحل : 116] .