فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله وأما الذين استنكفوا واستكبروا فيعذبهم عذابا أليما ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنـزلنا إليكم نورا مبينا فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطا مستقيما
فإن قلت : التفصيل غير مطابق للمفصل; لأنه اشتمل على الفريقين ، والمفصل على فريق واحد . قلت : هو مثل قولك : جمع الإمام الخوارج ، فمن لم يخرج عليه كساه وحمله ، ومن خرج عليه نكل به ، وصحة ذلك لوجهين : أحدهما : أن يحذف ذكر أحد الفريقين لدلالة التفصيل عليه ، ولأن ذكر أحدهما يدل على ذكر الثاني ، كما حذف أحدهما في التفصيل في قوله عقيب هذا فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به والثاني : وهو أن الإحسان إلى غيرهم مما يغمهم ، فكان داخلا في جملة التنكيل بهم فكأنه قيل : ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر ، فسيعذب بالحسرة إذا رأى أجور العاملين وبما يصيبه من عذاب الله . البرهان والنور المبين : القرآن . أو أراد بالبرهان دين الحق أو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبـ "النور المبين" : ما يبينه ويصدقه من الكتاب المعجز في رحمة منه وفضل : في ثواب مستحق وتفضل ويهديهم إليه : إلى عبادته صراطا مستقيما وهو طريق الإسلام ، والمعنى : توفيقهم وتثبيتهم .