إن الأبرار لفي نعيم على الأرائك ينظرون تعرف في وجوههم نضرة النعيم يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ومزاجه من تسنيم عينا يشرب بها المقربون
الأرائك الأسرة في الحجال. ينظرون إلى ما شاءوا مد أعينهم إليه من مناظر الجنة، وإلى ما أولاهم الله من النعمة والكرامة، وإلى أعدائهم يعذبون في النار، وما تحجب الحجال أبصارهم عن الإدراك نضرة النعيم بهجة التنعم وماءه ورونقه، كما ترى [ ص: 339 ] في وجوه الأغنياء وأهل الترفه، وقرئ: تعرف على البناء للمفعول ونضرة النعيم، بالرفع. الرحيق الشراب الخالص الذي لا غش فيه مختوم تختم أوانيه من الأكواب والأباريق بمسك مكان الطينة. وقيل: ختامه مسك مقطعه رائحة مسك إذا شرب. وقيل: يمزج بالكافور، ويختم مزاجه بالمسك. وقرئ خاتمه، بفتح التاء وكسرها، أي: ما يختم به ويقطع. فليتنافس المتنافسون فليرتغب المرتغبون تسنيم علم لعين بعينها: سميت بالتسنيم الذي هو مصدر سنمه إذا رفعه: إما لأنها أرفع شراب في الجنة وإما لأنها تأتيهم من فوق، على ما روي أنها تجري في الهواء متسنمة فتنصب في أوانيهم. و "عينا" نصب على المدح. وقال نصب على الحال. وقيل: هي للمقربين، يشربونها صرفا، وتمزج لسائر أهل الجنة. الزجاج: