الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير

                                                                                                                                                                                                قرئ : بفتح الضاد وضمها ، وهما لغتان ، والضم أقوى في القراءة ، لما روى ابن عمر -رضي الله عنهما - : قال : قرأتها على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من ضعف ، فأقرأني من ضعف . وقوله : خلقكم من ضعف [الروم : 54 ] كقوله : خلق الإنسان من عجل [الأنبياء : 37 ] يعني أن أساس أمركم وما عليه جبلتكم وبنيتكم الضعف وخلق الإنسان ضعيفا [النساء : 28 ] أي ابتدأناكم في أول الأمر ضعافا . وذلك حال الطفولة والنشء حتى بلغتم وقت الاحتلام والشبيبة ، وتلك حال القوة إلى الاكتهال وبلوغ الأشد ، ثم رددتم إلى أصل حالكم وهو الضعف بالشيخوخة والهرم . وقيل : من ضعف من النطف ، كقوله تعالى : من ماء مهين وهذا الترديد في الأحوال المختلفة ، والتغيير من هيئة إلى هيئة وصفة إلى صفة : أظهر دليل وأعدل شاهد على الصانع العليم القادر .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية