فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون
حق ذي القربى : صلة الرحم . وحق المسكين وابن السبيل : نصيبهما من الصدقة المسماة لهما . وقد احتج رحمه الله بهذه الآية في أبو حنيفة . وعند وجوب النفقة للمحارم إذا كانوا محتاجين عاجزين عن الكسب رحمه الله : لا نفقة بالقرابة إلا على الولد والوالدين : قاس سائر القرابات على ابن العم ، لأنه لا ولاد بينهم . إن قلت : كيف تعلق قوله : الشافعي فآت ذا القربى بما قبله حتى جيء بالفاء ؟ قلت : لما ذكر أن السيئة أصابتهم بما قدمت أيديهم ، أتبعه ذكر ما يجب أن يفعل وما يجب أن يترك يريدون وجه الله يحتمل أن يراد بوجهه ذاته أو جهته وجانبه ، أي : يقصدون بمعروفهم إياه خالصا وحقه ، كقوله تعالى : إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى [الليل : 20 ] أو يقصدون جهة التقرب إلى الله لا جهة أخرى ، والمعنيان متقاربان ، ولكن الطريقة مختلفة .