[ ص: 559 ] وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم
لما أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أسلم بمكة بالهجرة ، خافوا الفقر والضيعة ، فكان يقول الرجل منهم : كيف أقدم بلدة ليس لي فيها معيشة ، فنزلت . والدابة : كل نفس دبت على وجه الأرض ، عقلت أو لم تعقل . تحمل رزقها لا تطيق أن تحمله لضعفها على حمله الله يرزقها وإياكم أي لا يرزق تلك الدواب الضعاف إلا الله ، ولا يرزقكم أيضا أيها الأقوياء إلا هو وإن كنتم مطيقين لحمل أرزاقكم وكسبها ، لأنه لو لم يقدركم ولم يقدر لكم أسباب الكسب ، لكنتم أعجز من الدواب التي لا تحمل ، وعن الحسن لا تحمل رزقها لا تدخره ، إنما تصبح فيرزقها الله . وعن : ليس شيء يخبئ إلا الإنسان والنملة والفأرة . وعن بعضهم : رأيت البلبل يحتكر في حضنيه . ويقال : للعقعق مخابئ إلا أنه ينساها ابن عيينة وهو السميع لقولكم : نخشى الفقر والضيعة "العليم" بما في ضمائركم .