قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون
"أرأيتم" وقرئ : "أريتم " : بحذف الهمزة ، وليس بحذف قياسي ومعناه : أخبروني من يقدر على هذا ؟ والسرمد : الدائم المتصل ، من السرد وهو المتابعة . ومنه قولهم في الأشهر الحرم : ثلاثة سرد ، وواحد فرد ، والميم مزيدة . ووزنه فعمل . ونظيره . دلامص ، من الدلاص . فإن قلت : هلا قيل : بنهار تتصرفون فيه ، كما قيل : بليل تسكنون فيه ؟ قلت : ذكر الضياء وهو ضوء الشمس : لأن المنافع التي تتعلق به متكاثرة ، ليس التصرف في المعاش وحده ، والظلام ليس بتلك المنزلة ، ومن ثمة قرن بالضياء أفلا تسمعون لأن السمع يدرك ما لا يدركه البصر من ذكر منافعه ووصف فوائده ، وقرن بالليل أفلا تبصرون لأن غيرك يبصر من منفعة الظلام ما تبصره . وأنت من السكون ونحوه ومن رحمته زاوج بين الليل والنهار لأغراض ثلاثة : لتسكنوا في أحدهما وهو الليل ، ولتبتغوا من فضل الله في الآخر وهو النهار ولإرادة شكركم .