وقال الذين كفروا أإذا كنا ترابا وآباؤنا أإنا لمخرجون لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين
العامل في " إذا" ما دل عليه أإنا لمخرجون وهو نخرج ؛ لأن بين يدي عمل اسم الفاعل فيه عقابا وهي همزة الاستفهام ، وإن ولام الابتداء وواحدة منها كافية ، فكيف إذا اجتمعن ؟ والمراد : الإخراج من الأرض . أو من حال الفناء إلى الحياة ، وتكرير حرف الاستفهام بإدخاله على " إذا" و " إن" جميعا إنكار على إنكار ، وجحود عقيب جحود ، ودليل على كفر مؤكد مبالغ فيه . والضمير في " إنا" لهم ولآبائهم ؛ لأن كونهم ترابا قد تناولهم وآباءهم . فإن قلت : قدم في هذه الآية " هذا" على " نحن وآباؤنا " وفي آية أخرى قدم " نحن وآباؤنا " على " هذا" ؟ قلت : التقديم دليل على أن المقدم هو الغرض المتعمد بالذكر ، وإن الكلام إنما سيق لأجله ، ففي إحدى الآيتين دل على أن اتخاذ البعث هو الذي تعمد بالكلام ، وفي الأخرى على أن اتخاذ المبعوث بذلك الصدد .