واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا
ذكر إسماعيل -عليه السلام- بصدق الوعد وإن كان ذلك موجودا في غيره من الأنبياء ؛ تشريفا له وإكراما ، كالتلقيب بنحو : الحليم ، والأواه ، والصديق ؛ ولأنه المشهور المتواصف من خصاله ، عن -رضي الله عنه - : أنه وعد صاحبا له أن ينتظره في مكان ، فانتظره سنة ، وناهيك أنه وعد في نفسه الصبر على الذبح فوفى ؛ حيث قال : ابن عباس ستجدني إن شاء الله من الصابرين [الصافات : 102 ] ، كان يبدأ بأهله في الأمر بالصلاح والعبادة ليجعلهم قدوة لمن وراءهم ، ولأنهم أولى من سائر الناس ، وأنذر عشيرتك الأقربين [الشعراء : 214 ] ، وأمر أهلك بالصلاة [طه : 132 ] ، قوا أنفسكم وأهليكم نارا [التحريم : 6 ] ؛ ألا ترى أنهم أحق بالتصدق عليهم ، فالإحسان الديني أولى ، وقيل : "أهله " : أمته كلهم من القرابة وغيرهم ؛ لأن أمم النبيين في عداد أهاليهم ، وفيه أن من حق الصالح أن لا يألو نصحا للأجانب فضلا عن الأقارب والمتصلين به ، وأن يحظيهم بالفوائد الدينية ولا يفرط في شيء من ذلك .