حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين فإن خفتم فرجالا أو ركبانا فإذا أمنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون
والصلاة الوسطى : أي الوسطى بين الصلوات، أو الفضلى، من قولهم للأفضل: الأوسط، وإنما أفردت وعطفت على الصلاة؛ لانفرادها بالفضل وهي صلاة العصر، وعن النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال -عليه الصلاة والسلام-: أنه قال يوم الأحزاب: "شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر، ملأ الله بيوتهم نارا" "إنها الصلاة التي شغل عنها [ ص: 466 ] سليمان بن داود حتى توارت بالحجاب".
وعن أنها قالت لمن كتب لها المصحف: إذا بلغت هذه الآية فلا تكتبها حتى أمليها عليك كما سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرؤها، فأملت عليه: "والصلاة الوسطى صلاة العصر". حفصة
وروي عن [ ص: 467 ] عائشة -رضي الله عنهم-: والصلاة الوسطى، وصلاة العصر [ ص: 468 ] بالواو، فعلى هذه القراءة يكون التخصيص لصلاتين: إحداهما الصلاة الوسطى، إما الظهر، وإما الفجر، وإما المغرب، على اختلاف الروايات فيها، والثانية: العصر. وابن عباس
وقيل: فضلها لما في وقتها من اشتغال الناس بتجاراتهم ومعايشهم.
وعن -رضي الله عنهما-: هي صلاة الظهر; لأنها في وسط النهار، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصليها بالهاجرة، ولم تكن صلاة أشد على أصحابه منها. ابن عمر
وعن : هي الفجر; لأنها بين صلاتي النهار وصلاتي الليل، وعن مجاهد : هي المغرب; لأنها وتر النهار ولا تنقص في السفر من الثلاث. قبيصة بن ذؤيب
وقرأ عبد الله : (وعلى الصلاة الوسطى)، وقرأت -رضي الله عنها- (والصلاة الوسطى) بالنصب على المدح والاختصاص، وقرأ عائشة : (الوصطى) بالصاد. نافع
وقوموا لله : في الصلاة "قانتين": ذاكرين لله في قيامكم، والقنوت: أن تذكر الله قائما، وعن : كانوا يتكلمون في الصلاة فنهوا، وعن عكرمة : هو الركود، وكف الأيدي والبصر. مجاهد
وروي: أنهم كانوا إذا قام أحدهم إلى الصلاة هاب الرحمن أن يمد بصره أو يلتفت، أو يقلب الحصا، أو يحدث نفسه بشيء من أمور الدنيا.
فإن خفتم : فإن كان بكم خوف من عدو أو غيره "فرجالا": فصلوا راجلين، وهو جمع راجل كقائم وقيام، أو رجل، يقال: رجل رجل، أي: راجل، وقرئ: (فرجالا) بضم الراء، (ورجالا) بالتشديد (ورجلا).
وعند -رحمه الله-: لا يصلون في حال المشي والمسايفة ما لم يمكن الوقوف، وعند أبي حنيفة -رحمه الله-: يصلون في كل حال، والراكب يومئ ويسقط عنه التوجه إلى القبلة. الشافعي
فإذا أمنتم : فإذا زال خوفكم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون : من صلاة الأمن، أو فإذا أمنتم فاشكروا الله على الأمن، واذكروه بالعبادة، كما أحسن إليكم بما علمكم من الشرائع، وكيف تصلون في حال الخوف وفي حال الأمن.