قوله تعالى : قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم الآية .
أخرج ابن مردويه عن قال : مر رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريق من طرقات علي بن أبي طالب المدينة فنظر إلى امرأة ونظرت إليه، فوسوس لهما الشيطان : أنه لم ينظر أحدهما إلى الآخر إلا إعجابا به، فبينا الرجل يمشي إلى جنب حائط وهو ينظر إليها، إذ استقبله الحائط فشق أنفه، فقال : والله لا أغسل الدم حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلمه أمري، فأتاه فقص عليه قصته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «هذا عقوبة ذنبك» وأنزل الله : قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم الآية .
[ ص: 17 ] وأخرج عن عبد بن حميد : قتادة قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم أي : عما لا يحل لهم، ويحفظوا فروجهم أي : عما لا يحل لهم .
وأخرج ، ابن جرير ، وابن المنذر ، عن وابن أبي حاتم : ابن عباس قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم قال : من شهواتهم مما يكره الله .
وأخرج ، عن ابن أبي حاتم : سعيد بن جبير قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم يعني : يحفظوا أبصارهم، ف (من) هنا صلة في الكلام . يعني : يحفظوا أبصارهم عما لا يحل لهم النظر إليه، ويحفظوا فروجهم عن الفواحش، ذلك أزكى لهم يعني غض البصر وحفظ الفرج .
وأخرج ، عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن وابن أبي حاتم قال : كل آية في القرآن يذكر فيها حفظ الفرج فهو من الزنى، إلا هذه الآية في "النور" : أبي العالية ويحفظوا فروجهم ، ويحفظن فروجهن فهو ألا يراها أحد .
وأخرج ، أحمد ، وعبد بن حميد ، والبخاري ، وأبو داود ، [ ص: 18 ] والترمذي ، والنسائي ، عن وابن ماجه عن أبيه، عن جده، قال : بهز بن حكيم قلت : يا رسول الله، عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ قال : «احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك» قلت : يا نبي الله، إذا كان القوم بعضهم في بعض؟ قال : «إن استطعت ألا يراها أحد فلا يرينها» . قلت : إذا كان أحدنا خاليا؟ قال : «فالله أحق أن يستحيا منه من الناس» .
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، عن وابن المنذر العلاء بن زياد قال : كان يقال : لا تتبعن بصرك حسن رداء امرأة، فإن النظر يجعل شهوة في القلب .
وأخرج عن ابن المنذر قال : الشيطان من الرجل على ثلاثة منازل؛ على عينه وقلبه وذكره . وهو من المرأة على ثلاثة : على عينها وقلبها وعجزها . ابن عباس
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، ومسلم ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن مردويه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جرير البجلي [ ص: 19 ] فأمرني أن أصرف بصري . نظرة الفجأة، عن
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، وأبو داود ، والترمذي في "سننه"، عن والبيهقي قال : بريدة «لا تتبع النظرة النظرة؛ فإن لك الأولى، وليست لك الآخرة» . لعلي : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، من حديث وابن مردويه مثله . علي،
وأخرج ، ابن مردويه في "مكارم الأخلاق"، عن والخرائطي ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ابن عباس «لا تجلسوا في المجالس، فإن كنتم لابد فاعلين فردوا السلام، وغضوا الأبصار، واهدوا السبيل، وأعينوا على الحمولة» .
وأخرج ، البخاري ، عن ومسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي سعيد «إياكم والجلوس على الطرقات» . قالوا : يا رسول الله، ما لنا بد من مجالسنا، نتحدث فيها . فقال : «إن أبيتم فأعطوا الطريق حقه» . قالوا : وما حق الطريق [ ص: 20 ] يا رسول الله؟ قال : «غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والامر بالمعروف، والنهي عن المنكر» .
وأخرج في "معجمه"، أبو القاسم البغوي ، والخطيب والطبراني ، عن وابن النجار سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم يقول : أبي أمامة، «اكفلوا لي بست أكفل لكم بالجنة : إذا حدث أحدكم فلا يكذب، وإذ اؤتمن فلا يخن، وإذا وعد فلا يخلف، غضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم، واحفظوا فروجكم» .
وأخرج ، أحمد في "نوادر الأصول"، والحكيم ، والطبراني ، وابن مردويه في "شعب الإيمان"، عن والبيهقي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي أمامة، «ما من مسلم ينظر إلى امرأة أول رمقة، ثم يغض بصره، إلا أحدث الله له عبادة يجد حلاوتها في قلبه» .
وأخرج ، أحمد ، والبخاري ، ومسلم ، عن وأبو داود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة «إن الله عز وجل كتب على ابن آدم حظه من الزنى، أدرك ذلك لا محالة، فزنى العين النظر، وزنى اللسان المنطق، وزنى الأذنين الاستماع، وزنا اليدين البطش، وزنى الرجلين الخطو، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج [ ص: 21 ] يصدق ذلك أو يكذبه» .
وأخرج ، وصححه، وتعقب، عن الحاكم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حذيفة «النظرة سهم من سهام إبليس مسمومة، فمن تركها من خوف الله أثابه إيمانا يجد حلاوته في قلبه» .
وأخرج ، ابن أبي الدنيا ، عن والديلمي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة «كل عين باكية يوم القيامة إلا عينا غضت عن محارم الله، وعينا سهرت في سبيل الله، وعينا خرج منها مثل رأس الذباب من خشية الله» .