ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون
ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل فيه تأويلان: أحدهما: بالغصب والظلم. والثاني: بالقمار والملاهي. وتدلوا بها إلى الحكام مأخوذ من إدلاء الدلو إذا أرسلته. ويحتمل وجها ثانيا معناه: وتقيموا الحجة بها عند الحاكم، من قولهم: قد أدلى بحجته إذا قام بها. وفي هذا المال قولان: أحدهما: أنه الودائع وما لا تقوم به بينة من سائر الأموال التي إذا جحدها، حكم بجحوده فيها. والثاني: أنها أموال اليتامى التي هو مؤتمن عليها. لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم يحتمل وجهين: أحدهما: لتأكلوا بعض أموال الناس بالإثم، فعبر عن البعض بالفريق. والثاني: على التقديم والتأخير، وتقديره: لتأكلوا أموال فريق من الناس بالإثم. [ ص: 249 ]
وفي (أكله) ثلاثة أوجه: أحدها: بالجحود. والثاني: بشهادة الزور. والثالث: برشوة الحكام. وأنتم تعلمون يحتمل وجهين: أحدهما: وأنتم تعلمون أنها للناس. والثاني: وأنتم تعلمون أنها إثم. قال نزلت هذه الآية في مقاتل: امرئ القيس الكندي، وعبدان بن ربيعة الحضرمي، وقد اختصما في أرض كان عبدان فيها ظالما وامرؤ القيس مظلوما، فأراد أن يحلف، فنزلت هذه الآية، فكف عن اليمين.