ومن باب الإشارة في بعض الآيات:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=1إنا فتحنا لك فتحا مبينا يشير عندهم إلى فتح
مكة العماء بإدخال الأعيان الثابتة ظاهرة بنور الوجود فيها أي إظهارها للعيان لأجله عليه الصلاة والسلام على أن لام ( لك ) للتعليل، وحاصله أظهرنا العالم لأجلك وهو في معنى ما يروونه من قوله سبحانه: (لولاك لولاك ما خلقت الأفلاك).
وقيل: يشير إلى فتح باب قلبه عليه الصلاة والسلام إلى حضرة ربوبيته عز وجل بتجلي صفات جماله وجلاله وفتح ما انغلق على جميع القلوب من الأسرار وتفصيل شرائع الإسلام وغير ذلك من فتوحات قلبه صلى الله عليه وسلم.
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=2ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ليستر وجودك في جميع الأزمنة بوجوده جل وعلا
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=2ويتم نعمته عليك بإثبات جميع حسنات العالم في صحيفتك إذ كنت العلة في إظهاره
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=2ويهديك صراطا مستقيما بدعوة الخلق على وجه الجمع والفرق
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=3وينصرك الله على النفوس الأمارة ممن تدعوهم إلى الحق
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=3نصرا عزيزا قلما يشبهه نصر، ومن هنا كان صلى الله تعالى عليه وسلم أكثر الأنبياء عليهم السلام تبعا، وكان علماء أمته كأنبياء بني إسرائيل إلى غير ذلك مما حصل لأمته بواسطة تربيته عليه الصلاة والسلام لهم وإفاضة الأنوار والأسرار على نفوسهم وأرواحهم، والمراد ليجمع لك هذه الأمور فلا تغفل
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=4هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين فسروها بشيء يجمع نورا وقوة وروحا بحيث يسكن إليه ويتسلى به الحزين والضجر ويحدث عنده القيام بالخدمة
[ ص: 130 ] ومحاسبة النفس وملاطفة الخلق ومراقبة الحق والرضا بالقسم والمنع من الشطح الفاحش، وقالوا: لا تنزل السكينة إلا في قلب نبي أو ولي
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=4ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم فيحصل لهم الإيمان العياني والإيمان الاستدلالي البرهاني
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=8إنا أرسلناك شاهدا على جميع المخلوقات إذ كنت أول مخلوق، ومن هنا أحاط صلى الله عليه وسلم علما بما لم يحط به غيره من المخلوقات لأنه عليه الصلاة والسلام شاهد خلق جميعها، ومن هذا المقام قال عليه الصلاة والسلام:
nindex.php?page=hadith&LINKID=104880 (كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد). nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=8ومبشرا ونذيرا إذ كنت أعلم الخلق بصفات الجمال والجلال
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=10إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يشير عندهم إلى كمال فناء وجوده صلى الله عليه وسلم وبقائه بالله عز وجل، وأيد ذلك بقوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=10يد الله فوق أيديهم nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=11سيقول لك المخلفون المتخلفون عن السير إلى قتال الأنفس الأمارة
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=11من الأعراب من سكان بوادي الطبيعة
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=11شغلتنا أموالنا وأهلونا العوائق والعلائق
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=11فاستغفر لنا اطلب من الله عز وجل ستر ذلك عنا ليتأتى لنا السير
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=11يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم لتمكن حب ذلك في قلوبهم وعدم استعدادهم لدخول غيره فيها:
رضوا بالأماني وابتلوا بحظوظهم وخاضوا بحار الحب دعوى فما ابتلوا
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=11قل فمن يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضرا أو أراد بكم نفعا أي إن هاتيك العوائق والعلائق لا تجديكم شيئا
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=11بل كان الله بما تعملون خبيرا فيجازيكم عليها حسبما تقتضي الحكمة
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=12بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم بل حسبتم أن لا يرجع العقل والقوى الروحانية من السالكين السائرين إلى جهاد النفس وطلب مغانم التجليات والأنس إلى ما كانوا عليه من إدراك المصالح وتدبير حال المعاش وما تقتضيه هذه النشأة
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=12وظننتم ظن السوء بالله تعالى وشؤونه عز وجل
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=12وكنتم في نفس الأمر
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=12قوما بورا هالكين في مهالك الطبيعة وسوء الاستعداد
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=15سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها وهي مغانم التجليات ومواهب الحق لأرباب الحضرات
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=15ذرونا نتبعكم دعونا نسلك مسلككم لننال منالكم
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=15يريدون أن يبدلوا كلام الله في حقهم من حرمانهم المغانم لسوء استعدادهم
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=15قل لن تتبعونا كذلكم قال الله حكم وقضى
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=15من قبل إذ كنتم في عالم الأعيان الثابتة
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=15فسيقولون منكرين لذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=15بل تحسدوننا ولهذا تمنعوننا عن الاتباع
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=15بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا ولذلك نسبوا الحسد وهو من أقبح الصفات إلى ذوي النفوس القدسية المطهرة عن جميع الصفات الردية
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=16قل للمخلفين من الأعراب ستدعون ولا تتركون سدى
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=16إلى قوم أولي بأس شديد وهم النفس وقواها
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=16تقاتلونهم أو يسلمون ينقادون لحكم رسول العقل المنزه عن شوائب الوهم
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=16فإن تطيعوا الداعي
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=16يؤتكم الله أجرا حسنا من أنواع المعارف والتجليات
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=16وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما وهو عذاب الحرمان والحجاب
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=17ليس على الأعمى وهو من لم ير في الدار غيره ديارا
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=17حرج في ترك السلوك والجهاد المطلوب منكم لأنه وراء ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=17ولا على الأعرج وهو من فقد شيخا كاملا سالما عن عيب في كيفية التسليك والإيصال
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=17حرج في ترك السلوك أيضا، وهو إشارة إلى ما قالوا من أن ترك السلوك خير من السلوك على يد ناقص
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=17ولا على المريض بمرض العشق والهيام
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=17حرج في ذاك أيضا لأنه مجذوب والجذبة خير من السلوك
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=18لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة يشير إلى المعاهدين على القتل بسيف المجاهدة تحت سمرة الانفراد عن الأهل والمال، ويقال في أكثر الآيات الآتية نحو هذا
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار أعداء الله عز وجل في مقام الفرق ( رحماء فيما بينهم ) لقوة مناسبة بعضهم
[ ص: 131 ] بعضا فهم جامعون لصفتي الجلال والجمال
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29سيماهم في وجوههم من أثر السجود له عز وجل وعدم السجود لشيء من الدنيا والأخرى وتلك السيما خلع الأنوار الإلهية، قال
عامر بن عبد قيس: كاد وجه المؤمن يخبر عن مكنون عمله وكذلك وجه الكافر
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة سترا لصفاتهم بصفاته عز وجل
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29وأجرا عظيما وهو أن يتجلى سبحانه لهم بأعظم تجلياته وإلا فكل شيء دونه جل جلاله ليس بعظيم، وسبحانه من إله رحيم وملك كريم.
وَمِنْ بَابِ الْإِشَارَةِ فِي بَعْضِ الْآيَاتِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=1إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا يُشِيرُ عِنْدَهُمْ إِلَى فَتْحِ
مَكَّةَ الْعَمَاءُ بِإِدْخَالِ الْأَعْيَانِ الثَّابِتَةِ ظَاهِرَةٌ بِنُورِ الْوُجُودِ فِيهَا أَيْ إِظْهَارُهَا لِلْعِيَانِ لِأَجْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى أَنَّ لَامَ ( لَكَ ) لِلتَّعْلِيلِ، وَحَاصِلُهُ أَظْهَرْنَا الْعَالَمَ لِأَجْلِكَ وَهُوَ فِي مَعْنَى مَا يَرْوُونَهُ مِنْ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ: (لَوْلَاكَ لَوْلَاكَ مَا خُلِقَتِ الْأَفْلَاكُ).
وَقِيلَ: يُشِيرُ إِلَى فَتْحِ بَابِ قَلْبِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ إِلَى حَضْرَةِ رُبُوبِيَّتِهِ عَزَّ وَجَلَّ بِتَجَلِّي صِفَاتِ جَمَالِهِ وَجَلَالِهِ وَفَتْحِ مَا انْغَلَقَ عَلَى جَمِيعِ الْقُلُوبِ مِنَ الْأَسْرَارِ وَتَفْصِيلِ شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ فُتُوحَاتِ قَلْبِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=2لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ لِيَسْتُرَ وُجُودَكَ فِي جَمِيعِ الْأَزْمِنَةِ بِوُجُودِهِ جَلَّ وَعَلَا
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=2وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ بِإِثْبَاتِ جَمِيعِ حَسَنَاتِ الْعَالَمِ فِي صَحِيفَتِكَ إِذْ كُنْتَ الْعِلَّةَ فِي إِظْهَارِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=2وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا بِدَعْوَةِ الْخَلْقِ عَلَى وَجْهِ الْجَمْعِ وَالْفَرْقِ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=3وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ عَلَى النُّفُوسِ الْأَمَّارَةِ مِمَّنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْحَقِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=3نَصْرًا عَزِيزًا قَلَّمَا يُشْبِهُهُ نَصْرٌ، وَمِنْ هُنَا كَانَ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرَ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ تَبَعًا، وَكَانَ عُلَمَاءُ أُمَّتِهِ كَأَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا حَصَلَ لِأُمَّتِهِ بِوَاسِطَةِ تَرْبِيَتِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لَهُمْ وَإِفَاضَةِ الْأَنْوَارِ وَالْأَسْرَارِ عَلَى نُفُوسِهِمْ وَأَرْوَاحِهِمْ، وَالْمُرَادُ لِيَجْمَعَ لَكَ هَذِهِ الْأُمُورَ فَلَا تَغْفَلْ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=4هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ فَسَّرُوهَا بِشَيْءٍ يَجْمَعُ نُورًا وَقُوَّةً وَرُوحًا بِحَيْثُ يَسْكُنُ إِلَيْهِ وَيَتَسَلَّى بِهِ الْحَزِينُ وَالضَّجِرُ وَيَحْدُثُ عِنْدَهُ الْقِيَامُ بِالْخِدْمَةِ
[ ص: 130 ] وَمُحَاسَبَةِ النَّفْسِ وَمُلَاطَفَةِ الْخَلْقِ وَمُرَاقَبَةِ الْحَقِّ وَالرِّضَا بِالْقَسْمِ وَالْمَنْعِ مِنَ الشَّطْحِ الْفَاحِشِ، وَقَالُوا: لَا تَنْزِلُ السَّكِينَةُ إِلَّا فِي قَلْبِ نَبِيٍّ أَوْ وَلِيٍّ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=4لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ فَيَحْصُلُ لَهُمُ الْإِيمَانُ الْعَيَانِيُّ وَالْإِيمَانُ الِاسْتِدْلَالِيُّ الْبُرْهَانِيُّ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=8إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا عَلَى جَمِيعِ الْمَخْلُوقَاتِ إِذْ كُنْتَ أَوَّلَ مَخْلُوقٍ، وَمِنْ هُنَا أَحَاطَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِلْمًا بِمَا لَمْ يُحِطْ بِهِ غَيْرُهُ مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ لِأَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ شَاهَدَ خَلْقَ جَمِيعِهَا، وَمِنْ هَذَا الْمَقَامِ قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=104880 (كُنْتُ نَبِيًّا وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ). nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=8وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا إِذْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْخَلْقِ بِصِفَاتِ الْجَمَالِ وَالْجَلَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=10إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يُشِيرُ عِنْدَهُمْ إِلَى كَمَالِ فَنَاءِ وَجُودِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَقَائِهِ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأُيِّدَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=10يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=11سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ الْمُتَخَلِّفُونَ عَنِ السَّيْرِ إِلَى قِتَالِ الْأَنْفُسِ الْأَمَارَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=11مِنَ الأَعْرَابِ مِنْ سُكَّانِ بِوَادِي الطَّبِيعَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=11شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا الْعَوَائِقُ وَالْعَلَائِقُ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=11فَاسْتَغْفِرْ لَنَا اطْلُبْ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ سَتْرَ ذَلِكَ عَنَّا لِيَتَأَتَّى لَنَا السَّيْرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=11يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ لِتَمَكُّنِ حُبِّ ذَلِكَ فِي قُلُوبِهِمْ وَعَدَمِ اسْتِعْدَادِهِمْ لِدُخُولِ غَيْرِهِ فِيهَا:
رَضُوا بِالْأَمَانِي وَابْتَلَوْا بِحُظُوظِهِمْ وَخَاضُوا بِحَارَ الْحُبِّ دَعْوَى فَمَا ابْتُلُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=11قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا أَيْ إِنَّ هَاتَيْكَ الْعَوَائِقَ وَالْعَلَائِقَ لَا تُجْدِيكُمْ شَيْئًا
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=11بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا فَيُجَازِيكُمْ عَلَيْهَا حَسْبَمَا تَقْتَضِي الْحِكْمَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=12بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ بَلْ حَسِبْتُمْ أَنْ لَا يَرْجِعَ الْعَقْلُ وَالْقُوَى الرُّوحَانِيَّةُ مِنَ السَّالِكِينَ السَّائِرِينَ إِلَى جِهَادِ النَّفْسِ وَطَلَبِ مَغَانِمِ التَّجَلِّيَاتِ وَالْأُنْسِ إِلَى مَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنْ إِدْرَاكِ الْمَصَالِحِ وَتَدْبِيرِ حَالِ الْمَعَاشِ وَمَا تَقْتَضِيهِ هَذِهِ النَّشْأَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=12وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ بِاللَّهِ تَعَالَى وَشُؤُونِهِ عَزَّ وَجَلَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=12وَكُنْتُمْ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=12قَوْمًا بُورًا هَالِكِينَ فِي مَهَالِكِ الطَّبِيعَةِ وَسُوءِ الِاسْتِعْدَادِ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=15سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا وَهِيَ مَغَانِمُ التَّجَلِّيَاتِ وَمَوَاهِبُ الْحَقِّ لِأَرْبَابِ الْحَضْرَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=15ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ دَعُونَا نَسْلُكْ مَسْلَكَكُمْ لِنَنَالَ مَنَالَكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=15يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ فِي حَقِّهِمْ مِنْ حِرْمَانِهِمُ الْمَغَانِمَ لِسُوءِ اسْتِعْدَادِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=15قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ حَكَمَ وَقَضَى
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=15مِنْ قَبْلُ إِذْ كُنْتُمْ فِي عَالَمِ الْأَعْيَانَ الثَّابِتَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=15فَسَيَقُولُونَ مُنْكِرِينَ لِذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=15بَلْ تَحْسُدُونَنَا وَلِهَذَا تَمْنَعُونَنَا عَنِ الِاتِّبَاعِ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=15بَلْ كَانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلا قَلِيلا وَلِذَلِكَ نَسَبُوا الْحَسَدَ وَهُوَ مِنْ أَقْبَحِ الصِّفَاتِ إِلَى ذَوِي النُّفُوسِ الْقُدْسِيَّةِ الْمُطَهَّرَةِ عَنْ جَمِيعِ الصِّفَاتِ الرَّدِيَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=16قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ وَلَا تُتْرَكُونَ سُدًى
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=16إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ وَهُمُ النَّفْسُ وَقُوَاهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=16تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ يَنْقَادُونَ لِحُكْمِ رَسُولِ الْعَقْلِ الْمُنَزَّهِ عَنْ شَوَائِبِ الْوَهْمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=16فَإِنْ تُطِيعُوا الدَّاعِيَ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=16يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا مِنْ أَنْوَاعِ الْمَعَارِفِ وَالتَّجَلِّيَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=16وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَهُوَ عَذَابُ الْحِرْمَانِ وَالْحِجَابِ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=17لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى وَهُوَ مَنْ لَمْ يَرَ فِي الدَّارِ غَيْرَهُ دِيَارًا
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=17حَرَجٌ فِي تَرْكِ السُّلُوكِ وَالْجِهَادِ الْمَطْلُوبِ مِنْكُمْ لِأَنَّهُ وَرَاءَ ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=17وَلا عَلَى الأَعْرَجِ وَهُوَ مَنْ فَقَدَ شَيْخًا كَامِلًا سَالِمًا عَنْ عَيْبٍ فِي كَيْفِيَّةِ التَّسْلِيكِ وَالْإِيصَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=17حَرَجٌ فِي تَرْكِ السُّلُوكِ أَيْضًا، وَهُوَ إِشَارَةٌ إِلَى مَا قَالُوا مِنْ أَنَّ تَرْكَ السُّلُوكِ خَيْرٌ مِنَ السُّلُوكِ عَلَى يَدِ نَاقِصٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=17وَلا عَلَى الْمَرِيضِ بِمَرَضِ الْعِشْقِ وَالْهَيَامِ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=17حَرَجٌ فِي ذَاكَ أَيْضًا لِأَنَّهُ مَجْذُوبٌ وَالْجَذْبَةُ خَيْرٌ مِنَ السُّلُوكِ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=18لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ يُشِيرُ إِلَى الْمُعَاهِدِينَ عَلَى الْقَتْلِ بِسَيْفِ الْمُجَاهَدَةِ تَحْتَ سَمُرَةِ الِانْفِرَادِ عَنِ الْأَهْلِ وَالْمَالِ، وَيُقَالُ فِي أَكْثَرِ الْآيَاتِ الْآتِيَةِ نَحْوُ هَذَا
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ أَعْدَاءُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَقَامِ الْفَرْقِ ( رُحَمَاءُ فِيمَا بَيْنَهُمْ ) لِقُوَّةٍ مُنَاسِبَةِ بَعْضِهِمْ
[ ص: 131 ] بَعْضًا فَهُمْ جَامِعُونَ لِصِفَتَيِ الْجَلَالِ وَالْجَمَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ لَهُ عَزَّ وَجَلَّ وَعَدَمِ السُّجُودِ لِشَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا وَالْأُخْرَى وَتِلْكَ السِّيمَا خَلْعُ الْأَنْوَارِ الْإِلَهِيَّةِ، قَالَ
عَامِرُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ: كَادَ وَجْهُ الْمُؤْمِنِ يُخْبِرُ عَنْ مَكْنُونِ عَمَلِهِ وَكَذَلِكَ وَجْهُ الْكَافِرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً سَتْرًا لِصِفَاتِهِمْ بِصِفَاتِهِ عَزَّ وَجَلَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29وَأَجْرًا عَظِيمًا وَهُوَ أَنْ يَتَجَلَّى سُبْحَانَهُ لَهُمْ بِأَعْظَمِ تَجَلِّيَاتِهِ وَإِلَّا فَكُلُّ شَيْءٍ دُونَهُ جَلَّ جَلَالُهُ لَيْسَ بِعَظِيمٍ، وَسُبْحَانَهُ مِنْ إِلَهٍ رَحِيمٍ وَمَلِكٍ كَرِيمٍ.