سورة الكهف 18
ويقال: سورة أصحاب الكهف كما في حديث أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=13507ابن مردويه، وروى
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس مرفوعا أنها تدعى في التوراة الحائلة تحول بين قارئها وبين النار إلا أنه قال: إنه منكر وهي مكية كلها في المشهور واختاره الدابي، وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16414وابن الزبير رضي الله تعالى عنهما، وعدها بعضهم من السور التي نزلت جملة لما أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16138الديلمي في مسند الفردوس عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
نزلت سورة الكهف جملة معها سبعون ألفا من الملائكة.
وفي رواية أخرى عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنها مكية إلا قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=28واصبر نفسك الآية فمدني، وروي ذلك عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17131مقاتل: هي مكية إلا أولها إلى
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=8جرزا وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=107إن الذين آمنوا إلى آخرها فمدني، وهي مائة وإحدى عشرة آية عند البصريين ومائة وعشرة عند الكوفيين، ومائة وست عند الشاميين، ومائة وخمس عند الحجازيين، ووجه مناسبة وضعها بعد الإسراء على ما قيل افتتاح تلك بالتسبيح وهذه بالتحميد، وهما مقترنان في الميزان وسائر الكلام نحو:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=98فسبح بحمد ربك فسبحان الله وبحمده، وأيضا تشابه اختتام تلك وافتتاح هذه، فإن في كل منهما حمدا، نعم فرق بينهما بأن الحمد الأول ظاهر في الحمد الذاتي والحمد المفتتح به في هذه يدل على الاستحقاق الغير الذاتي، وقال
الجلال السيوطي في ذلك: إن اليهود أمروا المشركين أن يسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن ثلاثة أشياء: عن الروح وعن قصة أصحاب الكهف وعن قصة
ذي القرنين، وقد ذكر جواب السؤال الأول في آخر السورة الأولى وجواب السؤالين الآخرين في هذه فناسب اتصالهما، ولم تجمع الأجوبة الثلاثة في سورة لأنه لم يقع الجواب عن الأول بالبيان فناسب أن يذكر وحده في سورة، واختيرت سورة الإسراء لما بين الروح وبين الإسراء من المشاركة بأن كلا منهما مما لا يكاد تصل إلى حقيقته العقول، وقيل: إنما ذكر هناك لما أن الإسراء متضمن العروج إلى المحل الأرفع، والروح متصفة بالهبوط من ذلك المحل، ولذا قال
ابن سينا فيها:
هبطت إليك من المحل الأرفع ورقاء ذات تعزز وتمنع
ثم قال: ظهر لي وجه آخر وهو أنه تعالى لما قال في تلك:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=85وما أوتيتم من العلم إلا قليلا والخطاب لليهود استظهر على ذلك بقصة
موسى نبي بني إسرائيل مع
الخضر عليهما السلام التي كان سببها ذكر العلم والأعلم وما دلت عليه من كثرة معلومات الله تعالى التي لا تحصى، فكانت هذه السورة كإقامة الدليل لما ذكر من الحكم في تلك السورة.
وقد ورد في الحديث أنه لما نزل:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=85وما أوتيتم من العلم إلا قليلا قالت اليهود: قد أوتينا التوراة فيها علم كل شيء فنزل:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=109قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي الآية. فتكون هذه السورة من هذه الجهة جوابا عن شبهة الخصوم فيما قرر في تلك، وأيضا لما قال سبحانه هناك:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=104فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا شرح ذلك هنا وبسطه بقوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=98فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء إلى قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=99ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=100وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا اه، وللمناسبة أوجه أخر تظهر بأدنى تأمل، وأما فضلها فمشهور.
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13507ابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر مرفوعا:
من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة سطع له نور من تحت [ ص: 200 ] قدمه إلى عنان السماء يضيء له إلى يوم القيامة، وغفر له ما بين الجمعتين.
وروى غير واحد عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري: من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق. وكان
الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما كما أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي عن
أم موسى يقرؤها كل ليلة.
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13507ابن مردويه عن
عبد الله بن مغفل مرفوعا:
البيت الذي تقرأ فيه سورة الكهف لا يدخله شيطان تلك الليلة وإلى سنية قراءتها يوم الجمعة وكذا ليلتها ذهب غير واحد من الأئمة وقالوا بندب تكرار قراءتها.
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان وجماعة عن
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم:
nindex.php?page=hadith&LINKID=675688«من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال».
وفي رواية أخرى عنه رواها
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان أيضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
nindex.php?page=hadith&LINKID=707089من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف عصم من فتنة الدجال».
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي وصححه عنه مرفوعا:
nindex.php?page=hadith&LINKID=665181«أن من قرأ ثلاث آيات من أول الكهف عصم». إلخ.
وجاء في حديث أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=13507ابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله تعالى عنها مرفوعا:
«أن من قرأ الخمس الأواخر منها عند نومه بعثه الله تعالى أي الليل شاء».
وقد جربت ذلك مرارا فليحفظ. والله تعالى الموفق.
nindex.php?page=treesubj&link=28867_31011_32232_32238_33144_34225_28989nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=1الحمد لله الذي أنزل على عبده محمد صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=1الكتاب الكامل الغني عن الوصف بالكمال المعروف بذلك من بين سائر الكتب، الحقيق باختصاص اسم الكتاب به، وهو إما عبارة عن جميع القرآن ففيه تغليب الموجود على المترقب، وإما عبارة عن الجميع المنزل حينئذ فالأمر ظاهر. وفي وصفه تعالى بالموصول إشعار بعلية ما في حيز الصلة لاستحقاق الحمد الدال عليه اللام على ما صرح به
ابن هشام وغيره، وإيذان بعظم شأن التنزيل الجليل كيف لا وهو الهادي إلى الكمال الممكن في جانبي العلم والعمل وفي التعبير عن الرسول صلى الله عليه وسلم بالعبد مضافا إلى ضميره تعالى من الإشارة إلى تعظيمه عليه الصلاة والسلام، وكذا تعظيم المنزل عليه ما فيه، وفيه أيضا إشعار بأن شأن الرسول أن يكون عبدا للمرسل لا كما زعمت النصارى في حق
عيسى عليه السلام، وتأخير المفعول الصريح عن الجار والمجرور مع أن حقه التقديم عليه ليتصل به قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=1ولم يجعل له أي للكتاب
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=1عوجا أي شيئا من العوج باختلال اللفظ من جهة الإعراب ومخالفة الفصاحة وتناقض المعنى وكونه مشتملا على ما ليس بحق أو داعيا لغير الله تعالى، والعوج وكذا العوج الانحراف والميل عن الاستقامة إلا أنه قيل: هو بكسر العين ما يدرك بفتح العين، وبفتح العين ما يدرك بفتح العين، فالأول الانحراف عن الاستقامة المعنوية التي تدرك بالبصيرة كعوج الدين والكلام، والثاني الانحراف عن الاستقامة الحسية التي تدرك بالبصر كعوج الحائط والعود، أورد عليه قوله تعالى في شأن الأرض:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=107لا ترى فيها عوجا ولا أمتا فإن الأرض محسوسة واعوجاجها وكذا استقامتها مما يدرك بالبصر، فكان ينبغي على ما ذكر فتح العين، وأجيب بأنه لما أريد به هنا ما خفي من الاعوجاج حتى احتاج إثباته إلى المقاييس الهندسية المحتاجة إلى إعمال البصيرة الحق بما هو عقلي صرف فأطلق عليه ذلك لذلك وتعقب بأن «لا ترى» ظاهر في أن المنفي ما يدرك بالبصر فيحتاج إلى أن يراد به الإدراك، وعن
ابن السكيت أن المكسور أعم من المفتوح.
[ ص: 201 ] واختار
nindex.php?page=showalam&ids=15198المرزوقي في شرح الفصيح أنه لا فرق بينهما
سُورَةُ الْكَهْفِ 18
وَيُقَالُ: سُورَةُ أَصْحَابِ الْكَهْفِ كَمَا فِي حَدِيثٍ أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13507ابْنُ مَرْدَوَيْهِ، وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا أَنَّهَا تُدْعَى فِي التَّوْرَاةِ الْحَائِلَةَ تَحُولُ بَيْنَ قَارِئِهَا وَبَيْنَ النَّارِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: إِنَّهُ مُنْكَرٌ وَهِيَ مَكِّيَّةٌ كُلُّهَا فِي الْمَشْهُورِ وَاخْتَارَهُ الدَّابِّيُّ، وَرُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=16414وَابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، وَعَدَّهَا بَعْضُهُمْ مِنَ السُّوَرِ الَّتِي نَزَلَتْ جُمْلَةً لِمَا أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16138الدَّيْلَمِيُّ فِي مُسْنَدِ الْفِرْدَوْسِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
نَزَلَتْ سُورَةُ الْكَهْفِ جُمْلَةً مَعَهَا سَبْعُونَ أَلْفًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ.
وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهَا مَكِّيَّةٌ إِلَّا قَوْلَهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=28وَاصْبِرْ نَفْسَكَ الْآيَةَ فَمَدَنِيٌّ، وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17131مُقَاتِلٌ: هِيَ مَكِّيَّةٌ إِلَّا أَوَّلَهَا إِلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=8جُرُزًا وَقَوْلَهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=107إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى آخِرِهَا فَمَدَنِيٌّ، وَهِيَ مِائَةٌ وَإِحْدَى عَشْرَةَ آيَةً عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ وَمِائَةٌ وَعَشَرَةٌ عِنْدَ الْكُوفِيِّينَ، وَمِائَةٌ وَسِتٌّ عِنْدَ الشَّامِيِّينَ، وَمِائَةٌ وَخَمْسٌ عِنْدَ الْحِجَازِيِّينَ، وَوَجْهُ مُنَاسَبَةِ وَضْعِهَا بَعْدَ الْإِسْرَاءِ عَلَى مَا قِيلَ افْتِتَاحُ تِلْكَ بِالتَّسْبِيحِ وَهَذِهِ بِالتَّحْمِيدِ، وَهُمَا مُقْتَرِنَانِ فِي الْمِيزَانِ وَسَائِرِ الْكَلَامِ نَحْوَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=98فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ فَسُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، وَأَيْضًا تَشَابُهُ اخْتِتَامِ تِلْكَ وَافْتِتَاحِ هَذِهِ، فَإِنَّ فِي كُلٍّ مِنْهُمَا حَمْدًا، نَعَمْ فُرِّقَ بَيْنَهُمَا بِأَنَّ الْحَمْدَ الْأَوَّلَ ظَاهِرٌ فِي الْحَمْدِ الذَّاتِيِّ وَالْحَمْدَ الْمُفْتَتَحَ بِهِ فِي هَذِهِ يَدُلُّ عَلَى الِاسْتِحْقَاقِ الْغَيْرِ الذَّاتِيِّ، وَقَالَ
الْجَلَالُ السُّيُوطِيُّ فِي ذَلِكَ: إِنَّ الْيَهُودَ أَمَرُوا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يَسْأَلُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ: عَنِ الرُّوحِ وَعَنْ قِصَّةِ أَصْحَابِ الْكَهْفِ وَعَنْ قِصَّةِ
ذِي الْقَرْنَيْنِ، وَقَدْ ذُكِرَ جَوَابُ السُّؤَالِ الْأَوَّلِ فِي آخِرِ السُّورَةِ الْأُولَى وَجَوَابُ السُّؤَالَيْنِ الْآخَرَيْنِ فِي هَذِهِ فَنَاسَبَ اتِّصَالُهُمَا، وَلَمْ تُجْمَعِ الْأَجْوِبَةُ الثَّلَاثَةُ فِي سُورَةٍ لِأَنَّهُ لَمْ يَقَعِ الْجَوَابُ عَنِ الْأَوَّلِ بِالْبَيَانِ فَنَاسَبَ أَنْ يُذْكَرَ وَحْدَهُ فِي سُورَةٍ، وَاخْتِيرَتْ سُورَةُ الْإِسْرَاءِ لِمَا بَيْنَ الرُّوحِ وَبَيْنَ الْإِسْرَاءِ مِنَ الْمُشَارَكَةِ بِأَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا مِمَّا لَا يَكَادُ تَصِلُ إِلَى حَقِيقَتِهِ الْعُقُولُ، وَقِيلَ: إِنَّمَا ذُكِرَ هُنَاكَ لَمَّا أَنَّ الْإِسْرَاءَ مُتَضَمِّنٌ الْعُرُوجَ إِلَى الْمَحَلِّ الْأَرْفَعِ، وَالرُّوحُ مُتَّصِفَةٌ بِالْهُبُوطِ مِنْ ذَلِكَ الْمَحَلِّ، وَلِذَا قَالَ
ابْنُ سِينَا فِيهَا:
هَبَطَتْ إِلَيْكَ مِنَ الْمَحَلِّ الْأَرْفَعِ وَرْقَاءَ ذَاتَ تَعَزُّزٍ وَتَمَنُّعِ
ثُمَّ قَالَ: ظَهَرَ لِي وَجْهٌ آخَرُ وَهُوَ أَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا قَالَ فِي تِلْكَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=85وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا وَالْخِطَابُ لِلْيَهُودِ اسْتَظْهَرَ عَلَى ذَلِكَ بِقِصَّةِ
مُوسَى نَبِيِّ بَنِي إِسْرَائِيلَ مَعَ
الْخَضِرِ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ الَّتِي كَانَ سَبَبُهَا ذِكْرَ الْعِلْمِ وَالْأَعْلَمِ وَمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ مِنْ كَثْرَةِ مَعْلُومَاتِ اللَّهِ تَعَالَى الَّتِي لَا تُحْصَى، فَكَانَتْ هَذِهِ السُّورَةُ كَإِقَامَةِ الدَّلِيلِ لِمَا ذُكِرَ مِنَ الْحُكْمِ فِي تِلْكَ السُّورَةِ.
وَقَدْ وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=85وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا قَالَتِ الْيَهُودُ: قَدْ أُوتِينَا التَّوْرَاةَ فِيهَا عِلْمُ كُلِّ شَيْءٍ فَنَزَلَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=109قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي الْآيَةَ. فَتَكُونُ هَذِهِ السُّورَةُ مِنْ هَذِهِ الْجِهَةِ جَوَابًا عَنْ شُبْهَةِ الْخُصُومِ فِيمَا قُرِّرَ فِي تِلْكَ، وَأَيْضًا لَمَّا قَالَ سُبْحَانَهُ هُنَاكَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=104فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا شَرَحَ ذَلِكَ هُنَا وَبَسَطَهُ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=98فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=99وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=100وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا اه، وَلِلْمُنَاسَبَةِ أَوْجُهٌ أُخَرُ تَظْهَرُ بِأَدْنَى تَأَمُّلٍ، وَأَمَّا فَضْلُهَا فَمَشْهُورٌ.
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=13507ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا:
مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ فِي يَوْمِ الْجُمْعَةِ سَطَعَ لَهُ نُورٌ مِنْ تَحْتِ [ ص: 200 ] قَدَمِهِ إِلَى عَنَانِ السَّمَاءِ يُضِيءُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَغُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَ الْجُمْعَتَيْنِ.
وَرَوَى غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ فِي يَوْمِ الْجُمْعَةِ أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ. وَكَانَ
الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا كَمَا أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12074أَبُو عُبَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=13933وَالْبَيْهَقِيُّ عَنْ
أُمِّ مُوسَى يَقْرَؤُهَا كُلَّ لَيْلَةٍ.
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=13507ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ مَرْفُوعًا:
الْبَيْتُ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْكَهْفِ لَا يَدْخُلُهُ شَيْطَانٌ تِلْكَ اللَّيْلَةَ وَإِلَى سُنِّيَّةِ قِرَاءَتِهَا يَوْمَ الْجُمْعَةِ وَكَذَا لَيْلَتَهَا ذَهَبَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْأَئِمَّةِ وَقَالُوا بِنَدْبِ تَكْرَارِ قِرَاءَتِهَا.
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ nindex.php?page=showalam&ids=17080وَمُسْلِمٌ nindex.php?page=showalam&ids=11998وَأَبُو دَاوُدَ nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=13053وَابْنُ حِبَّانَ وَجَمَاعَةٌ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=4أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=675688«مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْكَهْفِ عُصِمَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ».
وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَنْهُ رَوَاهَا
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ nindex.php?page=showalam&ids=17080وَمُسْلِمٌ nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=13053وَابْنُ حِبَّانَ أَيْضًا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=707089مَنْ قَرَأَ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ سُورَةِ الْكَهْفِ عُصِمَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ».
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=13948التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ عَنْهُ مَرْفُوعًا:
nindex.php?page=hadith&LINKID=665181«أَنَّ مَنْ قَرَأَ ثَلَاثَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ الْكَهْفِ عُصِمَ». إِلَخْ.
وَجَاءَ فِي حَدِيثٍ أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13507ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا مَرْفُوعًا:
«أَنَّ مَنْ قَرَأَ الْخَمْسَ الْأَوَاخِرَ مِنْهَا عِنْدَ نَوْمِهِ بَعَثَهُ اللَّهُ تَعَالَى أَيَّ اللَّيْلِ شَاءَ».
وَقَدْ جَرَّبْتُ ذَلِكَ مِرَارًا فَلْيُحْفَظْ. وَاللَّهُ تَعَالَى الْمُوَفِّقُ.
nindex.php?page=treesubj&link=28867_31011_32232_32238_33144_34225_28989nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=1الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=1الْكِتَابَ الْكَامِلَ الْغَنِيَّ عَنِ الْوَصْفِ بِالْكَمَالِ الْمَعْرُوفِ بِذَلِكَ مِنْ بَيْنِ سَائِرِ الْكُتُبِ، الْحَقِيقَ بِاخْتِصَاصِ اسْمِ الْكِتَابِ بِهِ، وَهُوَ إِمَّا عِبَارَةٌ عَنْ جَمِيعِ الْقُرْآنِ فَفِيهِ تَغْلِيبُ الْمَوْجُودِ عَلَى الْمُتَرَقَّبِ، وَإِمَّا عِبَارَةٌ عَنِ الْجَمِيعِ الْمُنَزَّلِ حِينَئِذٍ فَالْأَمْرُ ظَاهِرٌ. وَفِي وَصْفِهِ تَعَالَى بِالْمَوْصُولِ إِشْعَارٌ بِعِلِّيَّةِ مَا فِي حَيِّزِ الصِّلَةِ لِاسْتِحْقَاقِ الْحَمْدِ الدَّالِّ عَلَيْهِ اللَّامُ عَلَى مَا صَرَّحَ بِهِ
ابْنُ هِشَامٍ وَغَيْرُهُ، وَإِيذَانٌ بِعِظَمِ شَأْنِ التَّنْزِيلِ الْجَلِيلِ كَيْفَ لَا وَهُوَ الْهَادِي إِلَى الْكَمَالِ الْمُمْكِنِ فِي جَانِبَيِ الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ وَفِي التَّعْبِيرِ عَنِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْعَبْدِ مُضَافًا إِلَى ضَمِيرِهِ تَعَالَى مِنَ الْإِشَارَةِ إِلَى تَعْظِيمِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَكَذَا تَعْظِيمُ الْمُنَزَّلِ عَلَيْهِ مَا فِيهِ، وَفِيهِ أَيْضًا إِشْعَارٌ بِأَنَّ شَأْنَ الرَّسُولِ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلْمُرْسَلِ لَا كَمَا زَعَمَتِ النَّصَارَى فِي حَقِّ
عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَتَأْخِيرُ الْمَفْعُولِ الصَّرِيحِ عَنِ الْجَارِّ وَالْمَجْرُورِ مَعَ أَنَّ حَقَّهُ التَّقْدِيمُ عَلَيْهِ لِيَتَّصِلَ بِهِ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=1وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ أَيْ لِلْكِتَابِ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=1عِوَجًا أَيْ شَيْئًا مِنَ الْعِوَجِ بِاخْتِلَالِ اللَّفْظِ مِنْ جِهَةِ الْإِعْرَابِ وَمُخَالَفَةِ الْفَصَاحَةِ وَتَنَاقُضِ الْمَعْنَى وَكَوْنِهِ مُشْتَمِلًا عَلَى مَا لَيْسَ بِحَقٍّ أَوْ دَاعِيًا لِغَيْرِ اللَّهِ تَعَالَى، وَالْعِوَجُ وَكَذَا الْعَوَجُ الِانْحِرَافُ وَالْمَيْلُ عَنِ الِاسْتِقَامَةِ إِلَّا أَنَّهُ قِيلَ: هُوَ بِكَسْرِ الْعَيْنِ مَا يُدْرَكُ بِفَتْحِ الْعَيْنِ، وَبِفَتْحِ الْعَيْنِ مَا يُدْرَكُ بِفَتْحِ الْعَيْنِ، فَالْأَوَّلُ الِانْحِرَافُ عَنِ الِاسْتِقَامَةِ الْمَعْنَوِيَّةِ الَّتِي تُدْرَكُ بِالْبَصِيرَةِ كَعِوَجِ الدِّينِ وَالْكَلَامِ، وَالثَّانِي الِانْحِرَافُ عَنِ الِاسْتِقَامَةِ الْحِسِّيَّةِ الَّتِي تُدْرَكُ بِالْبَصَرِ كَعِوَجِ الْحَائِطِ وَالْعُودِ، أَوْرَدَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ تَعَالَى فِي شَأْنِ الْأَرْضِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=107لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتًا فَإِنَّ الْأَرْضَ مَحْسُوسَةٌ وَاعْوِجَاجُهَا وَكَذَا اسْتِقَامَتُهَا مِمَّا يُدْرَكُ بِالْبَصَرِ، فَكَانَ يَنْبَغِي عَلَى مَا ذُكِرَ فَتْحُ الْعَيْنِ، وَأُجِيبَ بِأَنَّهُ لَمَّا أُرِيدَ بِهِ هُنَا مَا خَفِيَ مِنَ الِاعْوِجَاجِ حَتَّى احْتَاجَ إِثْبَاتُهُ إِلَى الْمَقَايِيسِ الْهَنْدَسِيَّةِ الْمُحْتَاجَةِ إِلَى إِعْمَالِ الْبَصِيرَةِ الْحَقِّ بِمَا هُوَ عَقْلِيٌّ صِرْفٌ فَأُطْلِقَ عَلَيْهِ ذَلِكَ لِذَلِكَ وَتُعُقِّبَ بِأَنَّ «لَا تَرَى» ظَاهِرٌ فِي أَنَّ الْمَنْفِيَّ مَا يُدْرَكُ بِالْبَصَرِ فَيَحْتَاجُ إِلَى أَنْ يُرَادَ بِهِ الْإِدْرَاكُ، وَعَنِ
ابْنِ السِّكِّيتِ أَنَّ الْمَكْسُورَ أَعَمُّ مِنَ الْمَفْتُوحِ.
[ ص: 201 ] وَاخْتَارَ
nindex.php?page=showalam&ids=15198الْمَرْزُوقِيُّ فِي شَرْحِ الْفَصِيحِ أَنَّهُ لَا فَرْقَ بَيْنَهُمَا