( تنبيه )
ذكر أصحابنا أن فقد يكون الزوال ببلد طلوعها بآخر وعصرا بآخر ومغربا بآخر وعشاء بآخر وما ذكروه أن سبب ذلك اختلاف ارتفاع الأرض لا يوافق كلام علماء الهيئة ، والميقات ؛ لأن ذلك إنما ينبني على كرية الأرض ، والفلك دون ارتفاع الأرض وانخفاضها ؛ لأنه ليس له كبير ظهور في الحس إذ أعظم جبل ارتفاعا على الأرض فرسخان وثلث فرسخ [ ص: 429 ] ونسبته إلى كرة الأرض تقريبا كنسبة سبع عرض شعيرة إلى كرة قطرها ذراع فلم ينشأ ذلك الاختلاف إلا من اختلاف أوضاع الشمس بالنسبة إلى كرة الأرض فما من درجة من الفلك تكون فيها الشمس في وقت من الأوقات إلا وهي طالعة بالنسبة إلى بقعة غاربة بالنسبة إلى أخرى متوسطة بالنسبة إلى أخرى في وقت عصر بالنسبة إلى أخرى وعشاء وصبح كذلك المواقيت مختلفة باختلاف ارتفاع البلاد