الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                            مواهب الجليل في شرح مختصر خليل

                                                                                                                            الحطاب - محمد بن محمد بن عبد الرحمن الرعينى

                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ص ( لا أحصي ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه )

                                                                                                                            ش : لما حمد الله تعالى على ما تزايد من النعم وشكره نبه على أن ذلك إنما هو امتثال للأمر وإلا فليس يحصي الثناء عليه تعالى أحد وأصل هذا قوله صلى الله عليه وسلم { لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك } رواه مسلم ولو أتى به المصنف هكذا لكان فيه مع موافقة لفظ الحديث التفات وكأنه قصد أن يكون الكلام على أسلوب واحد ولأجل السجع في قوله رمسه و معنى لا أحصي : لا أطيق أن أثني عليك بما تستحق أن يثنى عليك به .

                                                                                                                            وقال مالك : معناه لا أحصي نعمك فأثني [ ص: 16 ] عليك بها ثم عقبه بقوله هو كما أثنى على نفسه اعترافا بالعجز عن الثناء تفصيلا ورد ذلك إلى المحيط بكل شيء قال الأبي : يريد أن عظمة الله وصفات جلاله لا نهاية لها وعلوم البشر وقدرهم متناهية فلا يتعلقان بما لا يتناهى وإنما يتعلق بذلك علمه تعالى الذي لا يتناهى وتحصيه قدرته التي لا تتناهى .

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            الخدمات العلمية