[ ص: 308 ] مسألة :
. ولا يمين لسكران ، ولا لمجنون في حال جنونه ، ولا لهاذ في مرضه ، ولا لنائم في نومه ، ولا لمن لم يبلغ
ووافقنا في كل هذا ، أبو حنيفة ، ومالك ، إلا أنهم خالفونا في السكران وحده ، ووافق في السكران أيضا قولنا ههنا قول والشافعي ، المزني ، وأبي سليمان ، وأبي ثور ، والطحاوي من أصحاب والكرخي ، وغيرهم . أبي حنيفة
وحجتنا في السكران قول الله تعالى : { لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون } فمن شهد الله تعالى له بأنه لا يدري ما يقول ، فلا يحل أخذه بما لا يدري ما هو من قوله ، وبيقين ندري أنه لم يعقد اليمين ، والله تعالى لا يؤاخذ إلا بما عقد منها بنص القرآن ، وما نعلم لهم حجة إلا أنهم قالوا : هو أدخل ذلك على نفسه ؟ فقلنا : نعم ، فكان ماذا ؟ وما تقولون فيمن ؟ فمن قولهم : نعم ، فظهر تناقضهم . قطع الطريق فجرح جراحة أقعدته ، أو جرحها نفسه عابثا عاصيا ، أينتقل إلى حكم من أقعد في سبيل الله ، أو بمرض من عنده عز وجل في جواز الصلاة قاعدا ، وفي وجوب الفطر في رمضان في مرضه أم لا
وكل من صار إلى حال يبطل اختياره فيها بأي وجه صار إليها ، فهو في حكم من صار إليها بغلبة ، لأن النصوص لم تستثن ههنا من أحوال المصير إلى تلك الحال شيئا .
والعجب من المالكيين القائلين : إن له أن يقوي نفسه بأكلها ، والقرآن جاء بخلاف ذلك - وهو قادر على التوبة ثم يأكل حلالا فلا يلزمه ذلك ، ثم لا يرى السكران في حكم من ذهب عقله من أجل أنه هو أدخله على نفسه . فيمن خرج قاطعا للطريق فاضطر إلى الميتة ، والخنزير
والعجب من الذي يرى أن أبي حنيفة ، أنه مفطر ، ثم يراه ههنا غير حالف ثم يلزم السكران يمينه ، وهذا عجب جدا . النائم في نهار رمضان إن أكل في حال نومه ، أو شرب ما دس في فمه
فإن قالوا : لعله متساكر ، ومن يدري أنه سكران ؟ قلنا : ولعل المجنون متجنن ، متحامق ، ومن يدري أنه مجنون ، أو أحمق - [ ص: 309 ] وجوابنا ههنا أنه من حيث يدري أنه مجنون ، يدري أنه سكران ، ولا فرق .
وفي الصبي يحلف : خلاف نذكره : روينا من طريق عن محمد بن المثنى عن حفص بن غياث عن ليث بن أبي سليم قال : إذا طاوس كفر . حلف الصبي ثم حنث بعد ما يكبر
قال : وقد صح عن بعض الصحابة : أبو محمد ، أو عمر : إقامة الحد على من بلغ خمسة أشبار وإن لم يبلغ - ويلزم من يرى من المالكيين أن يكفر عن الصبي يصيب لصيد في إحرامه أن يكفر عنه إن حنث وإلا فقد تناقضوا . عثمان
قال : والحجة في هذا - : هو ما رويناه من طريق علي أبي داود نا نا موسى بن إسماعيل عن وهيب هو ابن خالد - خالد الحذاء عن عن أبي الضحى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { علي بن أبي طالب } . رفع القلم عن ثلاث : عن النائم حتى يستيقظ ، وعن الصبي حتى يحتلم ، وعن المجنون حتى يعقل
ومن طريق أبي داود نا نا عثمان بن أبي شيبة نا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن حماد بن أبي سليمان إبراهيم النخعي عن عن الأسود بن يزيد أم المؤمنين : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { عائشة } . رفع القلم عن ثلاث عن النائم حتى يستيقظ ، وعن المبتلى حتى يبرأ ، وعن الصبي حتى يكبر
قال : السكران مبتلى بلا شك في عقله . علي