3- التحالف:
ظهـرت فكرة تـحالف الحضارات عام 2005م بمبادرة من إسبانيا، ثم تحولت إلى مبادرة بدعوة رئيس وزرائهـا لعقد أول مؤتمر لهذا الغرض في مـدريد في ينـاير عـام 2008م برعـاية ثلاثة أطـراف مركزية وهـي إسبانيا وتركيا والأمم المتحدة، كتعبير عن موقف دولي يمهـد لعملية استقطاب ثقافي عالمي
[1] . وتوالت بعد ذلك المؤتمرات الدولية بصورة غير مسبوقة، فعقد المؤتمر الثاني في إسطنبول في إبريل عام 2009م، والمؤتمر الثالث عقد في الريو في البرازيل في مايو عام 2010م، أما المؤتمر الرابع فعقد في الدوحة في ديسمبر عام 2011م، وعقد المؤتمر الخامس في فيينا في فبراير من العام 2013م.
لقد أصبح مصطلح "تحالف الحضارات" يشير إلى حركة دولية تابعة للأمم المتحدة لها أمانة عامة مقرها نيويورك، وتتمتع بصفة الاستمرار والتواصل بين النخب والقيادات في مختلف المجالات. إذ يشارك في مؤتمراتها عدد غفير من رؤساء الدول ورؤساء الحكومات، وفي مقدمتهم الأمين العام [ ص: 123 ] للأمم المتحدة، وإلى جانبهم ممثلي العديد من منظمات المجتمع المدني ووسـائل الإعـلام المخـتـلفة
[2] . وبات نادي أصـدقاء هذا التحالف يضم 70 دولة و 13 منظمة دولية.
وتعمل هذه الحركة على بناء تفاهم بين الثقافات المختلفة، يقوم على تعزيز الاحترام بين الشعوب من أتباع الديانات المختلفة، ويؤدي إلى زيادة التعاون وصولا إلى تحالف بين الحضارات في مواجهة المشكلات الدولية، التي تعترض العـلاقات الودية بين الـدول، سـواء عـلى المستوى الإقليمي أو الدولي، وفي مقدمتها الإرهاب
[3] . [ ص: 124 ]