من آثار الفهم القاصر
لأبعاد الواجبات الكفائية
إن انحسار الفهم عن الأبعاد الحقيقية للواجبات الكفائية، وإقصائها عن مقتضيات الحياة العامة، وحصرها بقضايا الكفن والجنازة والدفن هـو فهم قاصر يخالف فهم السلف الصالح والفقهاء الأقدمين للواجبات الكفائية والمقاصد الشرعية التي رمى الشارع إلى تحقيقها، من خلال ذلك، الأمر الذي ترك آثارا سيئة وسالبة في واقع الأمة، وجعلها تقصر عن أداء دورها وسط الأمم والشعوب.
إن تصحيح الفهم لأبعاد الواجبات الكفائية ، ثم إيجاد وإحداث آليات للسير مع مقتضياتها والقيام بها، هـو الذي يحفظ للأمة عافيتها، أوبعبارة أخرى هـو الوسيلة الوحيدة لاستعادة عافيتها ثم محافظتها عليها، وبقدر التكاسل والتقاعس عن القيام بالواجبات الكفائية يكون فقدان الدور في الشهود الحضاري.. كما أن التعميم لشمول الفهم للواجبات الكفائية هـو خطوة أولى في محاولات النهوض والقيام بالواجبات المجتمعية، لكن الفهم وحده لا يكفي إذا لم يلازمه الفعل والترجمة إلى الواقع. [ ص: 55 ] وفيما يلي محاولة لتوضيح آثار قصور الفهم لأبعاد الواجبات الكفائية في مجالات: الفقه السياسي، والعلوم الكونية، والعلوم الإدارية، والخطاب الدعوي، ومؤسسات التعليم.