إذا شاب الغراب أتيت أهلي وصار القار كاللبن الحليب
وإن . فهو مول ; لأن حبلها بغير وطء مستحيل عادة ، فهو كصعود السماء . وقال قال : والله لا وطئتك حتى تحبلي القاضي ، وأصحاب وأبو الخطاب : ليس بمول إلا أن تكون صغيرة يغلب على الظن أنها لا تحمل في أربعة أشهر ، أو آيسة ، فأما إن كانت من ذوات الأقراء ، فلا يكون موليا ; لأنه يمكن حملها . الشافعيقال [ ص: 417 ] وإذا كانت الصغيرة بنت تسع سنين ، لم يكن موليا ; لأن حملها ممكن . ولنا ، أن الحمل بدون الوطء مستحيل عادة ، فكان تعليق اليمين عليه إيلاء ، كصعود السماء . ودليل استحالته قول القاضي مريم { : أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا } . وقولهم { : يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا } ولولا استحالته لما نسبوها إلى البغاء بوجود الولد ، وأيضا قول رضي الله عنه : الرجم حق على من زنى وقد أحصن ، إذا قامت به البينة ، أو كان الحبل ، أو الاعتراف . عمر
ولأن العادة أن الحبل لا يوجد من غير وطء . فإن قالوا : يمكن حبلها من وطء غيره ، أو باستدخال منيه . قلنا : أما الأول فلا يصح ; فإنه لو صرح به فقال : لا وطئتك حتى تحبلي من غيري ، أو : ما دمت في نكاحي . أو : حتى تزني . كان موليا ، ولو صح ما ذكروه لم يكن موليا . وأما الثاني فهو من المستحيلات عادة ، إن وجد كان من خوارق العادات ، بدليل ما ذكرناه . وقد قال أهل الطب : إن المني إذا برد لم يخلق منه ولد . وصحح قولهم قيام الأدلة التي ذكرنا بعضها ، وجريان العادة على وفق ما قالوه .
وإذا كان تعليقه على موته أو موتها أو موت زيد إيلاء ، فتعليقه على حبلها بغير وطء أولى . وإن قال : أردت بقولي : حتى تحبلي . السببية ، ولم أرد الغاية . ومعناه لا أطؤك لتحبلي . قبل منه ، ولم يكن موليا ; لأنه ليس بحالف على ترك الوطء ، وإنما هو حالف على قصد ترك الحبل به ، فإن حتى تستعمل بمعنى السببية .