(
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=14وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضي بينهم وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم لفي شك منه مريب nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=15فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم [ ص: 134 ] nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=15الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=16والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=17الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان وما يدريك لعل الساعة قريب nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=18يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=19الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز )
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=14وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضي بينهم وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم لفي شك منه مريب nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=15فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=16والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=17الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان وما يدريك لعل الساعة قريب nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=18يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=19الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز )
اعلم أنه تعالى لما عظم وحيه إلى
محمد - صلى الله عليه وسلم - بقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=3كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم ) [الشورى : 3] ذكر في هذه الآية تفصيل ذلك ، فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا ) والمعنى :
nindex.php?page=treesubj&link=28639شرع لكم يا أصحاب محمد من الدين ما وصى به نوحا ومحمدا وإبراهيم وموسى وعيسى ، هذا هو المقصود من لفظ الآية ، وإنما خص هؤلاء الأنبياء الخمسة بالذكر لأنهم أكابر الأنبياء وأصحاب الشرائع العظيمة والأتباع الكثيرة ، إلا أنه بقي في لفظ الآية إشكالات .
أحدها : أنه قال في أول الآية (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13ما وصى به نوحا ) ، وفي آخرها (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13وما وصينا به إبراهيم ) ، وفي الوسط (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13والذي أوحينا إليك ) فما الفائدة في هذا التفاوت ؟
وثانيها : أنه ذكر
نوحا - عليه السلام - على سبيل الغيبة فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13ما وصى به نوحا ) والقسمين الباقيين على سبيل التكلم ، فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم )
وثالثها : أنه يصير تقدير الآية : شرع الله لكم من الدين الذي أوحينا إليك ، فقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13شرع لكم ) خطاب الغيبة ، وقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13والذي أوحينا إليك ) خطاب الحضور ، فهذا يقتضي
nindex.php?page=treesubj&link=34077_34080الجمع بين خطاب الغيبة وخطاب الحضور في الكلام الواحد بالاعتبار الواحد ، وهو مشكل ، فهذه المضايق يجب البحث عنها ، والقوم ما داروا حولها ، وبالجملة فالمقصود من الآية أنه يقال شرع لكم من الدين دينا تطابقت الأنبياء على صحته ، وأقول : يجب أن يكون المراد من هذا الدين شيئا مغايرا للتكاليف والأحكام ، وذلك لأنها مختلفة متفاوتة ، قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=48لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ) [المائدة : 48]
[ ص: 135 ] فيجب أن يكون المراد منه الأمور التي لا تختلف باختلاف الشرائع ، وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، والإيمان يوجب الإعراض عن الدنيا والإقبال على الآخرة والسعي في مكارم الأخلاق والاحتراز عن رذائل الأحوال ، ويجوز عندي أن يكون المراد من قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13ولا تتفرقوا ) أي لا تتفرقوا بالآلهة الكثيرة ، كما قال
يوسف عليه السلام : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=39أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار ) [يوسف : 39] وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=25وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ) [الأنبياء : 25] واحتج بعضهم بقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا ) على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - في أول الأمر كان مبعوثا بشريعة
نوح عليه السلام ، والجواب : ما ذكرناه أنه عطف عليه سائر الأنبياء ، وذلك يدل على أن المراد هو الأخذ بالشريعة المتفق عليها بين الكل ، ومحل (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13أن أقيموا الدين ) إما نصب بدل من مفعول (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13شرع ) والمعطوفين عليه ، وإما رفع على الاستئناف ؛ كأنه قيل : ما ذاك المشروع ؟ فقيل : هو إقامة الدين .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13كبر على المشركين ) عظم عليهم وشق عليهم (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13ما تدعوهم إليه ) من إقامة دين الله تعالى على سبيل الاتفاق والإجماع ، بدليل أن الكفار قالوا (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=5أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب ) [ص : 5] وههنا مسائل :
المسألة الأولى : احتج نفاة القياس بهذه الآية ، قالوا : إنه تعالى أخبر أن أكابر الأنبياء أطبقوا على أنه يجب
nindex.php?page=treesubj&link=19841_19491إقامة الدين بحيث لا يفضي إلى الاختلاف والتنازع ، والله تعالى ذكر في معرض المنة على عباده أنه أرشدهم إلى الدين الخالي عن التفرق والمخالفة ، ومعلوم أن
nindex.php?page=treesubj&link=21709فتح باب القياس يفضي إلى أعظم أنواع التفرق والمنازعة ، فإن الحس شاهد بأن هؤلاء الذين بنوا دينهم على الأخذ بالقياس تفرقوا تفرقا لا رجاء في حصول الاتفاق بينهم إلى آخر القيامة ، فوجب أن يكون ذلك محرما ممنوعا عنه .
المسألة الثانية : هذه الآية تدل على أن هذه
nindex.php?page=treesubj&link=22189الشرائع قسمان :
منها ما يمتنع دخول النسخ والتغيير فيه ، بل يكون واجب البقاء في جميع الشرائع والأديان ، كالقول بحسن الصدق والعدل والإحسان ، والقول بقبح الكذب والظلم والإيذاء .
ومنها ما يختلف باختلاف الشرائع والأديان ، ودلت هذه الآية على أن سعي الشرع في تقرير النوع الأول أقوى من سعيه في تقرير النوع الثاني ؛ لأن المواظبة على القسم الأول مهمة في اكتساب الأحوال المفيدة لحصول السعادة في الدار الآخرة .
المسألة الثالثة : قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ) مشعر بأن
nindex.php?page=treesubj&link=22616_21613_28822حصول الموافقة أمر مطلوب في الشرع والعقل ، وبيان منفعته من وجوه :
الأول : أن للنفوس تأثيرات ، وإذا تطابقت النفوس وتوافقت على واحد قوي التأثير .
الثاني : أنها إذا توافقت صار كل واحد منها معينا للآخر في ذلك المقصود المعين ، وكثرة الأعوان توجب حصول المقصود ، أما إذا تخالفت تنازعت وتجادلت فضعفت ، فلا يحصل المقصود .
الثالث : أن حصول التنازع ضد مصلحة العالم ؛ لأن ذلك يفضي إلى الهرج والمرج والقتل والنهب ، فلهذا السبب أمر الله تعالى في هذه الآية بإقامة الدين على وجه لا يفضي إلى التفرق ، وقال في آية أخرى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=46ولا تنازعوا فتفشلوا ) [الأنفال : 46] .
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب ) وفيه وجهان :
الأول : أنه تعالى لما أرشد أمة
محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى التمسك بالدين المتفق عليه بين أنه تعالى إنما أرشدهم إلى هذا الخير ؛ لأنه اجتباهم واصطفاهم وخصهم بمزيد الرحمة والكرامة .
الثاني : أنه إنما كبر عليهم هذا الدعاء من الرسل لما فيه من
[ ص: 136 ] الانقياد لهم تكبرا وأنفة ، فبين تعالى أنه يخص من يشاء بالرسالة ، ويلزم الانقياد لهم ، ولا يعتبر الحسب والنسب والغنى ، بل الكل سواء في أنه يلزمهم اتباع الرسل الذين اجتباهم الله تعالى ، واشتقاق لفظ الاجتباء يدل على الضم والجمع ، فمنه جبى الخراج واجتباه وجبى الماء في الحوض ، فقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13الله يجتبي إليه ) أي يضمه إليه ويقربه منه تقريب الإكرام والرحمة ، وقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13من يشاء ) كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=21يعذب من يشاء ويرحم من يشاء ) [العنكبوت : 21] .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=14وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=15فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ [ ص: 134 ] nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=15اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=16وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=17اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=18يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=19اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ )
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=14وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=15فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=16وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=17اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=18يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=19اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ )
اعْلَمْ أَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا عَظَّمَ وَحْيَهُ إِلَى
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِقَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=3كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) [الشُّورَى : 3] ذَكَرَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ تَفْصِيلَ ذَلِكَ ، فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا ) وَالْمَعْنَى :
nindex.php?page=treesubj&link=28639شَرَعَ لَكُمْ يَا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَمُحَمَّدًا وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ، هَذَا هُوَ الْمَقْصُودُ مِنْ لَفْظِ الْآيَةِ ، وَإِنَّمَا خَصَّ هَؤُلَاءِ الْأَنْبِيَاءَ الْخَمْسَةَ بِالذِّكْرِ لِأَنَّهُمْ أَكَابِرُ الْأَنْبِيَاءِ وَأَصْحَابُ الشَّرَائِعِ الْعَظِيمَةِ وَالْأَتْبَاعِ الْكَثِيرَةِ ، إِلَّا أَنَّهُ بَقِيَ فِي لَفْظِ الْآيَةِ إِشْكَالَاتٌ .
أَحَدُهَا : أَنَّهُ قَالَ فِي أَوَّلِ الْآيَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا ) ، وَفِي آخِرِهَا (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ ) ، وَفِي الْوَسَطِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ) فَمَا الْفَائِدَةُ فِي هَذَا التَّفَاوُتِ ؟
وَثَانِيهَا : أَنَّهُ ذَكَرَ
نُوحًا - عَلَيْهِ السَّلَامُ - عَلَى سَبِيلِ الْغَيْبَةِ فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا ) وَالْقِسْمَيْنِ الْبَاقِيَيْنِ عَلَى سَبِيلِ التَّكَلُّمِ ، فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ )
وَثَالِثُهَا : أَنَّهُ يَصِيرُ تَقْدِيرُ الْآيَةِ : شَرَعَ اللَّهُ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ، فَقَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13شَرَعَ لَكُمْ ) خِطَابُ الْغَيْبَةِ ، وَقَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ) خِطَابُ الْحُضُورِ ، فَهَذَا يَقْتَضِي
nindex.php?page=treesubj&link=34077_34080الْجَمْعَ بَيْنَ خِطَابِ الْغَيْبَةِ وَخِطَابِ الْحُضُورِ فِي الْكَلَامِ الْوَاحِدِ بِالِاعْتِبَارِ الْوَاحِدِ ، وَهُوَ مُشْكِلٌ ، فَهَذِهِ الْمَضَايِقُ يَجِبُ الْبَحْثُ عَنْهَا ، وَالْقَوْمُ مَا دَارُوا حَوْلَهَا ، وَبِالْجُمْلَةِ فَالْمَقْصُودُ مِنَ الْآيَةِ أَنَّهُ يُقَالُ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ دِينًا تَطَابَقَتِ الْأَنْبِيَاءُ عَلَى صِحَّتِهِ ، وَأَقُولُ : يَجِبُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ مِنْ هَذَا الدِّينِ شَيْئًا مُغَايِرًا لِلتَّكَالِيفِ وَالْأَحْكَامِ ، وَذَلِكَ لِأَنَّهَا مُخْتَلِفَةٌ مُتَفَاوِتَةٌ ، قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=48لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ) [الْمَائِدَةِ : 48]
[ ص: 135 ] فَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ مِنْهُ الْأُمُورَ الَّتِي لَا تَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ الشَّرَائِعِ ، وَهِيَ الْإِيمَانُ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ، وَالْإِيمَانُ يُوجِبُ الْإِعْرَاضَ عَنِ الدُّنْيَا وَالْإِقْبَالَ عَلَى الْآخِرَةِ وَالسَّعْيَ فِي مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ وَالِاحْتِرَازَ عَنْ رَذَائِلِ الْأَحْوَالِ ، وَيَجُوزُ عِنْدِي أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ مِنْ قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13وَلَا تَتَفَرَّقُوا ) أَيْ لَا تَتَفَرَّقُوا بِالْآلِهَةِ الْكَثِيرَةِ ، كَمَا قَالَ
يُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلَامُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=39أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ) [يُوسُفَ : 39] وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=25وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ) [الْأَنْبِيَاءِ : 25] وَاحْتَجَّ بَعْضُهُمْ بِقَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا ) عَلَى أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي أَوَّلِ الْأَمْرِ كَانَ مَبْعُوثًا بِشَرِيعَةِ
نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَالْجَوَابُ : مَا ذَكَرْنَاهُ أَنَّهُ عَطَفَ عَلَيْهِ سَائِرَ الْأَنْبِيَاءِ ، وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ هُوَ الْأَخْذُ بِالشَّرِيعَةِ الْمُتَّفَقِ عَلَيْهَا بَيْنَ الْكُلِّ ، وَمَحَلُّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ ) إِمَّا نَصْبُ بَدَلٍ مِنْ مَفْعُولِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13شَرَعَ ) وَالْمَعْطُوفَيْنِ عَلَيْهِ ، وَإِمَّا رَفْعٌ عَلَى الِاسْتِئْنَافِ ؛ كَأَنَّهُ قِيلَ : مَا ذَاكَ الْمَشْرُوعُ ؟ فَقِيلَ : هُوَ إِقَامَةُ الدِّينِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ) عَظُمَ عَلَيْهِمْ وَشَقَّ عَلَيْهِمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ) مِنْ إِقَامَةِ دِينِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى سَبِيلِ الِاتِّفَاقِ وَالْإِجْمَاعِ ، بِدَلِيلِ أَنَّ الْكُفَّارَ قَالُوا (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=5أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ) [ص : 5] وَهَهُنَا مَسَائِلُ :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : احْتَجَّ نُفَاةُ الْقِيَاسِ بِهَذِهِ الْآيَةِ ، قَالُوا : إِنَّهُ تَعَالَى أَخْبَرَ أَنَّ أَكَابِرَ الْأَنْبِيَاءِ أَطْبَقُوا عَلَى أَنَّهُ يَجِبُ
nindex.php?page=treesubj&link=19841_19491إِقَامَةُ الدِّينِ بِحَيْثُ لَا يُفْضِي إِلَى الِاخْتِلَافِ وَالتَّنَازُعِ ، وَاللَّهُ تَعَالَى ذَكَرَ فِي مَعْرِضِ الْمِنَّةِ عَلَى عِبَادِهِ أَنَّهُ أَرْشَدَهُمْ إِلَى الدِّينِ الْخَالِي عَنِ التَّفَرُّقِ وَالْمُخَالَفَةِ ، وَمَعْلُومٌ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=21709فَتْحَ بَابِ الْقِيَاسِ يُفْضِي إِلَى أَعْظَمِ أَنْوَاعِ التَّفَرُّقِ وَالْمُنَازَعَةِ ، فَإِنَّ الْحِسَّ شَاهِدٌ بِأَنَّ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ بَنَوْا دِينَهُمْ عَلَى الْأَخْذِ بِالْقِيَاسِ تَفَرَّقُوا تَفَرُّقًا لَا رَجَاءَ فِي حُصُولِ الِاتِّفَاقِ بَيْنَهُمْ إِلَى آخِرِ الْقِيَامَةِ ، فَوَجَبَ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مُحَرَّمًا مَمْنُوعًا عَنْهُ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : هَذِهِ الْآيَةُ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ هَذِهِ
nindex.php?page=treesubj&link=22189الشَّرَائِعَ قِسْمَانِ :
مِنْهَا مَا يَمْتَنِعُ دُخُولُ النَّسْخِ وَالتَّغْيِيرِ فِيهِ ، بَلْ يَكُونُ وَاجِبَ الْبَقَاءِ فِي جَمِيعِ الشَّرَائِعِ وَالْأَدْيَانِ ، كَالْقَوْلِ بِحُسْنِ الصِّدْقِ وَالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ، وَالْقَوْلِ بِقُبْحِ الْكَذِبِ وَالظُّلْمِ وَالْإِيذَاءِ .
وَمِنْهَا مَا يَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ الشَّرَائِعِ وَالْأَدْيَانِ ، وَدَلَّتْ هَذِهِ الْآيَةُ عَلَى أَنَّ سَعْيَ الشَّرْعِ فِي تَقْرِيرِ النَّوْعِ الْأَوَّلِ أَقْوَى مِنْ سَعْيِهِ فِي تَقْرِيرِ النَّوْعِ الثَّانِي ؛ لِأَنَّ الْمُوَاظَبَةَ عَلَى الْقِسْمِ الْأَوَّلِ مُهِمَّةٌ فِي اكْتِسَابِ الْأَحْوَالِ الْمُفِيدَةِ لِحُصُولِ السَّعَادَةِ فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّالِثَةُ : قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ) مُشْعِرٌ بِأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=22616_21613_28822حُصُولَ الْمُوَافَقَةِ أَمْرٌ مَطْلُوبٌ فِي الشَّرْعِ وَالْعَقْلِ ، وَبَيَانُ مَنْفَعَتِهِ مِنْ وُجُوهٍ :
الْأَوَّلُ : أَنَّ لِلنُّفُوسِ تَأْثِيرَاتٍ ، وَإِذَا تَطَابَقَتِ النُّفُوسُ وَتَوَافَقَتْ عَلَى وَاحِدٍ قَوِيَ التَّأْثِيرُ .
الثَّانِي : أَنَّهَا إِذَا تَوَافَقَتْ صَارَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا مُعِينًا لِلْآخَرِ فِي ذَلِكَ الْمَقْصُودِ الْمُعَيَّنِ ، وَكَثْرَةُ الْأَعْوَانِ تُوجِبُ حُصُولَ الْمَقْصُودِ ، أَمَّا إِذَا تَخَالَفَتْ تَنَازَعَتْ وَتَجَادَلَتْ فَضَعُفَتْ ، فَلَا يَحْصُلُ الْمَقْصُودُ .
الثَّالِثُ : أَنَّ حُصُولَ التَّنَازُعِ ضِدُّ مَصْلَحَةِ الْعَالَمِ ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ يُفْضِي إِلَى الْهَرْجِ وَالْمَرَجِ وَالْقَتْلِ وَالنَّهْبِ ، فَلِهَذَا السَّبَبِ أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ بِإِقَامَةِ الدِّينِ عَلَى وَجْهٍ لَا يُفْضِي إِلَى التَّفَرُّقِ ، وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=46وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا ) [الْأَنْفَالِ : 46] .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ ) وَفِيهِ وَجْهَانِ :
الْأَوَّلُ : أَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا أَرْشَدَ أُمَّةَ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى التَّمَسُّكِ بِالدِّينِ الْمُتَّفَقِ عَلَيْهِ بَيَّنَ أَنَّهُ تَعَالَى إِنَّمَا أَرْشَدَهُمْ إِلَى هَذَا الْخَيْرِ ؛ لِأَنَّهُ اجْتَبَاهُمْ وَاصْطَفَاهُمْ وَخَصَّهُمْ بِمَزِيدِ الرَّحْمَةِ وَالْكَرَامَةِ .
الثَّانِي : أَنَّهُ إِنَّمَا كَبُرَ عَلَيْهِمْ هَذَا الدُّعَاءُ مِنَ الرُّسُلِ لِمَا فِيهِ مِنَ
[ ص: 136 ] الِانْقِيَادِ لَهُمْ تَكَبُّرًا وَأَنَفَةً ، فَبَيَّنَ تَعَالَى أَنَّهُ يَخُصُّ مَنْ يَشَاءُ بِالرِّسَالَةِ ، وَيَلْزَمُ الِانْقِيَادُ لَهُمْ ، وَلَا يُعْتَبَرُ الْحَسَبُ وَالنَّسَبُ وَالْغِنَى ، بَلِ الْكُلُّ سَوَاءٌ فِي أَنَّهُ يَلْزَمُهُمُ اتِّبَاعُ الرُّسُلِ الَّذِينَ اجْتَبَاهُمُ اللَّهُ تَعَالَى ، وَاشْتِقَاقُ لَفْظِ الِاجْتِبَاءِ يَدُلُّ عَلَى الضَّمِّ وَالْجَمْعِ ، فَمِنْهُ جَبَى الْخَرَاجَ وَاجْتَبَاهُ وَجَبَى الْمَاءَ فِي الْحَوْضِ ، فَقَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ ) أَيْ يَضُمُّهُ إِلَيْهِ وَيُقَرِّبُهُ مِنْهُ تَقْرِيبَ الْإِكْرَامِ وَالرَّحْمَةِ ، وَقَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=13مَنْ يَشَاءُ ) كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=21يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ ) [الْعَنْكَبُوتِ : 21] .