فأما النظر والمراقبة فالكلاءة ، وهي الحفظ ، تقول : كلأه الله ، أي حفظه . قال الله عز وعلا : قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن ، أي [ ص: 132 ] يحفظكم منه ، بمعنى لا يحميكم أحد منه ، وهو الباب الذي ذكرناه أنه المراقبة ، لأنه إذا حفظه نظر إليه ورقبه . ومن هذا القياس قول العرب : تكلأت كلأة ، أي استنسأت نسيئة; وذلك من التأخير . ومنه الحديث : " نهى عن الكالئ بالكالئ " بمعنى النسيئة بالنسيئة . وقول القائل :
وعينه كالكالئ الضمار
فمعناه أن حاضره وشاهده كالضمار ، وهو الغائب الذي لا يرجى . وإنما قلنا إن هذا الباب من الكلأة لأن صاحب الدين يرقب ويحفظ متى يحل دينه . فالقياس الذي قسناه صحيح . [ و ] يقال : اكتلأت من القوم ، أي احترست منهم . وقال :أنخت بعيري واكتلأت بعينه وآمرت نفسي أي أمري أفعل
والأصل الآخر الكلأ ، وهو العشب; يقال أرض مكلئة : ذات كلأ ، وسواء يابسه ورطبه . ومكان كالئ مثل مكلئ .
والأصل الثالث الكلية ، وهي معروفة ، وتستعار فيقال الكلية : كلية المزادة [ ص: 133 ] جليدة مستديرة تحت العروة قد خرزت . ويقال ذلك في القوس فالكليتان من القوس : معقد الحمالة من السهم ، ما عن يمين النصل وشماله . وكلية السحاب : أسفله ، والجمع كلى .