وكان الناس إلا نحن دينا
والمدينة كأنها مفعلة ، سميت بذلك لأنها تقام فيها طاعة ذوي الأمر . والمدينة : الأمة . والعبد مدين ، كأنهما أذلهما العمل . وقال :ربت وربا في حجرها ابن مدينة يظل على مسحاته يتركل
يا دين قلبك من سلمى وقد دينا
فمعناه : يا هذا دين قلبك ، أي أذل . فأما قولهم إن العادة يقال لها دين ، فإن كان صحيحا فلأن النفس إذا اعتادت شيئا مرت معه وانقادت له . وينشدون في هذا :كدينك من أم الحويرث قبلها وجارتها أم الرباب بمأسل
فأما قوله جل ثناؤه : ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك ، فيقال : في طاعته ، ويقال في حكمه . ومنه : مالك يوم الدين ، أي يوم الحكم . وقال [ ص: 320 ] قوم : الحساب والجزاء . وأي ذلك كان فهو أمر ينقاد له . وقال أبو زيد : دين الرجل يدان ، إذا حمل عليه ما يكره .
ومن هذا الباب الدين . يقال داينت فلانا ، إذا عاملته دينا ، إما أخذا وإما إعطاء . قال :
داينت أروى والديون تقضى فمطلت بعضا وأدت بعضا
أدان وأنبأه الأولون بأن المدان ملي وفي
يا دار سلمى خلاء لا أكلفها إلا المرانة حتى تعرف الدينا
والله أعلم .