الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                معلومات الكتاب

                                                                                                                                بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

                                                                                                                                الكاساني - أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني

                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                وإن ادهن بشحم أو سمن فلا شيء عليه ; لأنه ليس بطيب في نفسه ، ولا أصل للطيب بدليل أنه لا يطيب بإلقاء الطيب فيه ، ولا يصير طيبا بوجه ، وقد قال أصحابنا : إن الأشياء التي تستعمل في البدن على ثلاثة أنواع : نوع هو طيب محض معد للتطيب به كالمسك والكافور ، والعنبر وغير ذلك ، وتجب به الكفارة على أي وجه استعمل حتى قالوا : لو داوى عينه بطيب تجب عليه الكفارة ; لأن العين عضو كامل استعمل فيه الطيب فتجب الكفارة ، ونوع ليس بطيب بنفسه ولا فيه معنى الطيب ، ولا يصير طيبا بوجه كالشحم فسواء أكل أو ادهن به أو جعل في شقاق الرجل لا تجب الكفارة .

                                                                                                                                ونوع ليس بطيب بنفسه لكنه أصل الطيب ، يستعمل على وجه الطيب ، ويستعمل على وجه الإدام كالزيت والشيرج ، فيعتبر فيه الاستعمال ، فإن استعمل استعمال الأدهان في البدن يعطى له حكم الطيب ، وإن [ ص: 191 ] استعمل في مأكول أو شقاق رجل لا يعطى له حكم الطيب كالشحم .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية