داود : من أجل هذا بارك الله عليك إلى الأبد فتقلد أيها الجبار السيف ، لأن البهاء لوجهك ، والحمد الغالب عليك ، اركب كلمة الحق ، وسمت التأله ، فإن ناموسك وشرائعك مقرونة بهيبة يمينك ، وسهامك مسنونة ، والأمم يخرون تحتك . قول
وليس متقلدا بسيف بعد داود من الأنبياء سوى محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو الذي خرت الأمم تحته ، وقرنت شرائعه بالهيبة ، إما القبول ، وإما الجزية ، وإما السيف . وهذا مطابق لقوله صلى الله عليه وسلم : نصرت بالرعب مسيرة شهر .
وقد أخبر داود أن له ناموسا وشرائع ، وخاطبه بلفظ الجبار ، إشارة إلى قوته وقهره [ ص: 354 ] لأعداء الله تعالى ، بخلاف المستضعف المقهور ، وهو صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة ، ونبي الملحمة ، وأمته أشداء على الكفار رحماء بينهم أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ، بخلاف الأذلاء المقهورين المتكبرين الذين يذلون لأعداء الله ويتكبرون على قدوم الحق .