الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      معلومات الكتاب

      معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول

      الحكمي - حافظ بن أحمد الحكمي

      صفحة جزء
      ( الأزلي ) بذاته وأسمائه وصفاته ، الذي لا ابتداء لأوليته ، ولا انتهاء لآخريته ، وليس شيء من أسمائه وصفاته متجددا حادثا لم يكن قبل ذلك ، كذلك له كمال الربوبية ولا مربوب ، واسم الخالق ولا مخلوق ، وهو العليم قبل إيجاده المعلومات ، والسميع قبل إيجاده المسموعات ، والبصير قبل إيجاده المبصرات ، وكذلك سائر أسمائه وصفاته أزلية بأزلية ذاته ، باقية ببقاء ذاته ، لم يزل متصفا بها في أوليته ، وكذلك لم يزل متصفا بها في سرمديته ، ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق ، ولا بإحداثه البرية استفاد اسم البارئ ، بل هو - سبحانه - الخالق قبل خلق المخلوقين ، والرازق قبل وجود المرزوقين ، وهو المحيي المميت قبل خلقه الموت والحياة ، وكذلك وصف نفسه - تبارك وتعالى - فقال : ( وكان الله عليما قديرا - وكان الله غفورا رحيما - وكان الله عزيزا حكيما - وكان الله سميعا بصيرا - وكان الله لطيفا خبيرا - إن الله كان عليا كبيرا ) [ ص: 141 ] إلى غير ذلك ، قال ابن عباس : أي لم يزل كذلك ا هـ .

      ولا يجوز أن يعتقد أن الله - تعالى - وصف بصفة لم يكن متصفا بها ; لأن صفاته - سبحانه - كلها صفات كمال ، وفقدانها صفة نقص ، ولا يجوز كونه قد حصل له الكمال بعد أن كان متصفا بضده ، وتقدم في الأزلية حديث عمران بن حصين - رضي الله عنهما - في بدء الخلق : كان الله ولم يكن شيء غيره ، وكان عرشه على الماء .

      التالي السابق


      الخدمات العلمية