( ، الذي لا ابتداء لأوليته ، ولا انتهاء لآخريته ، وليس شيء من أسمائه وصفاته متجددا حادثا لم يكن قبل ذلك ، كذلك له كمال الربوبية ولا مربوب ، واسم الخالق ولا مخلوق ، وهو العليم قبل إيجاده المعلومات ، والسميع قبل إيجاده المسموعات ، والبصير قبل إيجاده المبصرات ، وكذلك سائر أسمائه وصفاته أزلية بأزلية ذاته ، باقية ببقاء ذاته ، لم يزل متصفا بها في أوليته ، وكذلك لم يزل متصفا بها في سرمديته ، ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق ، ولا بإحداثه البرية استفاد اسم البارئ ، بل هو - سبحانه - الخالق قبل خلق المخلوقين ، والرازق قبل وجود المرزوقين ، وهو المحيي المميت قبل خلقه الموت والحياة ، وكذلك وصف نفسه - تبارك وتعالى - فقال : ( وكان الله عليما قديرا - الأزلي ) بذاته وأسمائه وصفاته وكان الله غفورا رحيما - وكان الله عزيزا حكيما - وكان الله سميعا بصيرا - وكان الله لطيفا خبيرا - إن الله كان عليا كبيرا ) [ ص: 141 ] إلى غير ذلك ، قال : أي لم يزل كذلك ا هـ . ابن عباس
ولا يجوز أن يعتقد أن الله - تعالى - وصف بصفة لم يكن متصفا بها ; لأن صفاته - سبحانه - كلها صفات كمال ، وفقدانها صفة نقص ، ولا يجوز كونه قد حصل له الكمال بعد أن كان متصفا بضده ، وتقدم في الأزلية حديث - رضي الله عنهما - في بدء الخلق : عمران بن حصين . كان الله ولم يكن شيء غيره ، وكان عرشه على الماء