وكل من من بعده قد ادعى نبوة فكاذب فيما ادعى فهو ختام الرسل باتفاق
وأفضل الخلق على الإطلاق
قال الله - تبارك وتعالى : ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما ( الأحزاب 40 ) وقال تعالى : وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ( البقرة 143 ) [ ص: 1115 ] ، وقال تعالى : وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ( آل عمران 144 ) وقال تعالى : إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده ( النساء 163 ) إلى غير ذلك من الآيات .
وقال - رحمه الله تعالى : حدثنا البخاري قال : حدثني معن ، عن إبراهيم بن المنذر مالك ، عن ، عن ابن شهاب ، عن أبيه - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : محمد بن جبير بن مطعم محمد ، وأنا أحمد ، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر ، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي ، وأنا العاقب . ورواه لي خمسة أسماء : أنا مسلم وزاد : . وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي
وله عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال : محمد ، وأحمد ، والمقفى ، والحاشر ، ونبي التوبة ، ونبي الرحمة . كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسمي لنا نفسه أسماء ، فقال : أنا
وقال - رحمه الله تعالى : باب خاتم النبيين - صلى الله عليه وسلم ، حدثنا البخاري محمد بن سنان ، حدثنا سليم ، حدثنا ، عن سعيد بن ميناء - رضي الله عنهما - قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم : جابر بن عبد الله . رواه مثلي ومثل الأنبياء كمثل رجل بنى دارا ، فأكملها وأحسنها إلا موضع لبنة ، فجعل الناس يدخلونها يتعجبون ، ويقولون : لولا موضع اللبنة مسلم ، وزاد : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : . وقال فأنا موضع اللبنة ، جئت فختمت الأنبياء - رحمه الله تعالى : حدثنا البخاري ، حدثنا قتيبة بن سعيد ، عن إسماعيل بن جعفر ، عن عبد الله بن دينار أبي صالح ، عن - رضي الله عنه - أن رسول الله قال : أبي هريرة . رواه إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا ، فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية ، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ، ويقولون : هلا [ ص: 1116 ] وضعت هذه اللبنة ؟ قال - صلى الله عليه وسلم : فأنا اللبنة ، وأنا خاتم النبيين مسلم من طرق ، وله عن - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : مثلي ومثل النبيين . . . فذكر نحوه . وقال أبي سعيد الخدري - رحمه الله تعالى : حدثنا الإمام أحمد ، حدثنا أبو عامر الأزدي زهير بن محمد ، عن ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل الطفيل بن أبي بن كعب ، عن أبيه - رضي الله عنه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : . مثلي في النبيين كمثل رجل بنى دارا فأحسنها وأكملها ، وترك فيها موضع لبنة لم يضعها ، وجعل الناس يطوفون بالبنيان ، ويعجبون منه ويقولون : لو تم موضع هذه اللبنة ، فأنا في النبيين موضع تلك اللبنة
ورواه الترمذي ، عن به ، وقال : حسن صحيح . أبي عامر العقدي
وقال - رحمه الله تعالى : حدثنا البخاري مسدد ، حدثنا يحيى ، عن شعبة ، عن الحكم ، عن ، عن أبيه مصعب بن سعد تبوك واستخلف عليا ، فقال : أتخلفني في الصبيان والنساء ؟ قال : ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه ليس نبي بعدي . ورواه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج إلى مسلم من طريق مصعب هذه ، ومن طريق ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبيه قال : عامر بن سعد بن أبي وقاص لعلي : أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبي بعدي . قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم سعيد : فأحببت أن أشافه بها سعدا ، فلقيت سعدا ، فحدثته بما حدثني به عامر ، فقال : أنا سمعته ، فقلت : أنت سمعته ؟ فوضع إصبعيه على أذنيه ، فقال : نعم ، وإلا سكتا . وتقدم في حديث ذكر الدجال قوله - صلى الله عليه وسلم : . الحديث . وفي حديث إنه يبدأ فيقول إنه نبي ، وأنا خاتم النبيين ولا نبي بعدي الطويل [ ص: 1117 ] عند ثوبان أبي داود وغيره : . وأنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون ، كلهم يزعم أنه نبي ، وأنا خاتم النبيين ولا نبي بعدي
وللبخاري ومسلم وهذا لفظه ، عن - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة اليهود غدا والنصارى بعد غد . نحن الآخرون ، ونحن السابقون يوم القيامة ، بيد أن كل أمة أوتيت الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم ، ثم هذا اليوم الذي كتبه الله علينا - هدانا الله له - فالناس لنا فيه تبع ،
وفي رواية : . وفي صحيح وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة ، نحن الآخرون من أهل الدنيا ، والأولون يوم القيامة المقضى لهم قبل الخلائق في غير موضع من صحيحه من طرق ، عن البخاري - رضي الله عنهما ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ابن عمر اليهود والنصارى ، كرجل استعمل عمالا ، فقال : من يعمل إلى نصف النهار على قيراط قيراط ؟ فعملت اليهود إلى نصف النهار على قيراط قيراط . فقال : من يعمل من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط ؟ فعملت النصارى من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط . فقال : من يعمل من صلاة العصر إلى مغرب الشمس على قيراطين قيراطين ؟ قال : ألا فأنتم الذين يعملون من صلاة العصر إلى مغرب الشمس على قيراطين قيراطين ، ألا لكم الأجر مرتين . فغصبت اليهود والنصارى ، فقالوا : نحن أكثر عملا وأقل عطاء . قال الله تعالى : هل ظلمتكم من حقكم شيئا ؟ قالوا : لا . قال : فإنه فضلي أوتيه من شئت . إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم ما بين صلاة العصر إلى مغرب الشمس ، وإنما مثلكم ومثل
ولهما عن أبي حازم قال : قاعدت - رضي الله عنه - خمسين سنين ، سمعته يحدث ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : أبا هريرة بنو إسرائيل [ ص: 1118 ] تسوسهم الأنبياء ، كلما هلك نبي خلف نبي ، وإنه لا نبي بعدي ، وسيكون خلفاء فيكثرون . قالوا : فما تأمرنا ؟ قال : فوا ببيعة الأول فالأول ، أعطوهم حقهم ، فإن الله تعالى سائلهم عما استرعاهم . كانت
وروى الإمام أحمد وصححه عن والترمذي - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : أنس بن مالك . إن الرسالة والنبوة قد انقطعت ، فلا رسول بعدي ولا نبي . قال : فشق ذلك على الناس ، فقال : ولكن المبشرات . قالوا : يا رسول الله ، وما المبشرات ؟ قال : رؤيا الرجل المسلم ، وهي جزء من أجزاء النبوة
من حديث وللبخاري قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : أبي هريرة الرؤيا الصالحة . لم يبق من النبوة إلا المبشرات . قالوا : وما المبشرات ؟ قال :
وقال مسلم - رحمه الله تعالى : حدثنا يحيى بن أيوب ، ، وقتيبة بن سعيد قالوا : حدثنا وعلي بن حجر إسماعيل ، وهو ابن جعفر ، عن العلاء ، عن أبيه ، عن - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : أبي هريرة ، وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا ، وأرسلت إلى الخلق كافة ، وختم بي النبيون فضلت على الأنبياء بست : أعطيت جوامع الكلم ، ونصرت بالرعب ، وأحلت لي الغنائم . وروى ، عن الإمام أحمد - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : العرباض بن سارية آدم لمنجدل في طينته . إني عند الله لخاتم النبيين ، وإن
وله عن - رضي الله عنه - قال : عبد الله بن عمرو محمد النبي الأمي ثلاثا ، ولا نبي بعدي ، أوتيت فواتح الكلم وجوامعه وخواتمه . خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما كالمودع ، فقال : أنا
[ ص: 1119 ] وقد وردت عدة أحاديث في بين كتفيه آية باهرة ، ودلالة ظاهرة على أنه لا نبي بعده ، لا بأس أن نذكر ما تيسر منها . فروى صفة خاتم النبوة البخاري ومسلم ، السائب عبد الله بن يزيد - رضي الله عنه - قال : ذهبت بي خالتي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت : يا رسول الله ، إن ابن أختي وقع ، فمسح رأسي ، ودعا لي بالبركة ، وتوضأ فشربت من وضوئه ، ثم قمت خلف ظهره ، فنظرت إلى خاتم بين كتفيه مثل زر الحجلة . عن
ولمسلم ، عن - رضي الله عنه - قال : جابر بن سمرة ، وفي رواية قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد شمط مقدم رأسه ولحيته ، وكان إذا ادهن لم يتبين ، وإذا شعث رأسه تبين ، وكان كثير شعر اللحية ، فقال رجل : وجهه مثل السيف ، قال : بل كان مثل الشمس والقمر ، وكان مستديرا ، ورأيت الخاتم عند كتفه مثل بيضة الحمامة يشبه جسده . رأيت خاتما في ظهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كأنه بيضة حمام
وله - رضي الله عنه - قال : رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وأكلت معه خبزا ولحما ، أو قال : ثريدا ، قال : فقلت له : استغفر لك النبي - صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم ، ولك ، ثم تلا هذه الآية عبد الله بن سرجس واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات . قال : ثم درت خلفه فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه عن ناغض كتفه اليسرى جمعا عليه خيلان كأمثال الثآليل . عن
وروى ، أبو داود الطيالسي ، عن أبيه قال : أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت : يا رسولا الله ، أرني الخاتم . فقال : أدخل يدك ، فأدخلت يدي في جربانه ، فجعلت ألمس أنظر إلى الخاتم ، فإذا هو على نغض كتفه مثل البيضة ، فما منعه ذاك أن جعل يدعو لي ، وإن يدي لفي جربانه معاوية بن قرة . عن
ورواه ، وروى النسائي ، الإمام أحمد أبي رمثة التيمي قال : خرجت مع أبي حتى أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرأيت برأسه ردع حناء ، ورأيت على كتفه مثل التفاحة ، فقال أبي : إني طبيب ، أفلا أطبها لك ؟ قال : طبيبها الذي خلقها . قال : وقال [ ص: 1120 ] لأبي : هذا ابنك ؟ قال : نعم . قال : أما إنه لا يجني عليك ، ولا تجني عليه . عن
وروى البيهقي ، قال : أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فألقى رداءه ، وقال : يا سلمان الفارسي سلمان ، انظر إلى ما أمرت به . قال : فرأيت الخاتم بين كتفيه مثل بيضة الحمامة ، وروى عن بإسناده ، عن يعقوب بن سفيان التنوخي الذي بعثه هرقل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم ، وهو بتبوك الحديث ، وفيه : . فحل حبوته عن ظهره ، ثم قال : ههنا امض لما أمرت به . قال : فجلت في ظهره ، فإذا أنا بخاتم في موضع غضروف الكتف مثل الحجمة الضخمة
وروى ، عن الإمام أحمد غياث البكري قال : كنا نجالس أبا سعيد الخدري بالمدينة ، فسألته عن خاتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي كان بين كتفيه ، فقال بأصبعه السبابة : هكذا لحم ناشز بين كتفيه - صلى الله عليه وسلم .
وقال - رحمه الله تعالى : حدثنا البخاري أبو اليمان ، أخبرنا شعيب ، عن عبد الله بن أبي حسين ، حدثنا ، عن نافع بن جبير - رضي الله عنهما - قال : ابن عباس مسيلمة الكذاب على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعل يقول : إن جعل لي محمد من بعده - يعني : الأمر ، تبعته . وقدمها في بشر كثير من قومه ، فأقبل إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه ، وفي يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قطعة جريد حتى وقف على ثابت بن قيس بن شماس مسيلمة في أصحابه ، وقال : لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها ، ولن تعدو أمر الله فيك ، ولئن أدبرت ليعقرنك الله ، وإني لأراك الذي أريت فيك ما رأيت ، وهذا ثابت يجيبك عني ، ثم انصرف عنه . قال : فسألت عن قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم : وإني لأراك الذي أريت فيك ما رأيت ، فأخبرني ابن عباس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : بينا أنا نائم رأيت في يدي سوارين من ذهب [ ص: 1121 ] فأهمني شأنهما ، فأوحي إلي في المنام أن انفخهما ، فنفختهما فطارا ، فأولتهما كذابين يخرجان بعدي : أحدهما أبو هريرة العنسي ، والآخر مسيلمة . قدم
حدثنا ، حدثنا إسحاق بن منصور عبد الرزاق ، عن معمر ، عن همام أنه سمع - رضي الله عنه - يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : أبا هريرة صنعاء ، وصاحب اليمامة . والأحاديث في هذا الباب كثيرة جدا ، وفيما أشرنا إليه كفاية . بينا أنا نائم أتيت بخزائن الأرض ، فوضع في كفي سواران من ذهب ، فكبر علي ، فأوحي إلي أن انفخهما ، فنفختهما فذهبا ، فأولتهما الكذابين اللذين أنا بينهما : صاحب
( فهو ) محمد - صلى الله عليه وسلم - ( ختام الرسل ) فلا نبي بعده ، والرسالة من باب أولى ، إذ لا يرسل إلا بعد أن يتنبأ ، فالنبوة وحي مطلق مجرد ، فإن أمر بتبليغه فرسالة ، فكل رسول نبي ولا عكس ( باتفاق ) من كل كتاب منزل وكل نبي مرسل وكل مؤمن بالله واليوم الآخر ، ( وأفضل الخلق ) كلهم ( على الاطلاق ) بلا استثناء ، قال الله - تبارك وتعالى : تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات ( البقرة 253 ) .
قال أئمة التفسير من الصحابة فمن بعدهم : هو محمد - صلى الله عليه وسلم - وتقدم قوله - صلى الله عليه وسلم : . وقد أخذ الله - عز وجل - على جميع الرسل الميثاق في الإيمان به ونصرته ، وبشر به كل نبي قومه ، وبعث إلى الجن والإنس ، والأسود والأحمر كافة ، وأتي في الدنيا من المعجزات ما لم يؤته نبي قبله من انشقاق القمر ، وحنين الجذع إليه ، ونبع الماء من أصابعه ، وتسليم الأشجار والأحجار عليه ، وغير ذلك . أنا سيد ولد آدم ولا فخر