ذكر ما جاء من الأحاديث في القدرية . ذم
تقدم في الحديث الذي رواه مسلم ، عن أن هذه الآية ( أبي هريرة إن المجرمين في ضلال وسعر يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر ) ، ( القمر 47 - 49 ) أنها نزلت في المخاصمين في القدر . وتقدم فيهم أحاديث الصحابة من روايتهم سؤال جبريل عن الدين وغير ذلك من الأحاديث التي سقناها متفرقة في مواضع من هذا المجموع .
وقال أبو داود - رحمه الله تعالى : حدثنا ، حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثني عبد العزيز بن أبي حازم بمنى ، عن أبيه ، عن - رضي الله عنهما ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ابن عمر القدرية مجوس هذه الأمة ، إن مرضوا فلا تعودوهم ، وإن ماتوا فلا تشهدوهم . ورواه عنه بلفظ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : الإمام أحمد الخ . وفي رواية : لكل أمة [ ص: 956 ] مجوس ، ومجوس أمتي الذين يقولون لا قدر ، إن مرضوا فلا تعودوهم . . . الخ . وله عنه : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : إن لكل أمة مجوسا ، وإن مجوس أمتي المكذبون بالقدر . . . . وله عن سيكون في هذه الأمة مسخ ، ألا وذاك في المكذبين بالقدر والزنديقية نافع قال : كان - رضي الله عنهما - صديق من أهل لابن عمر الشام يكاتبه ، فكتب إليه مرة عبد الله بن عمر : إنه بلغني أنك تكلمت في شيء من القدر ، فإياك أن تكتب إلي ، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : . سيكون في أمتي أقوام يكذبون بالقدر
، عن وللترمذي نافع ، عنه - رضي الله عنه : جاءه رجل فقال : إن فلانا يقرأ عليك السلام ، فقال : إنه بلغني أنه قد أحدث ، فإن كان قد أحدث ، فلا تقرئه مني السلام ، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 957 ] يقول : . هذا الحديث حسن صحيح غريب . في هذه الأمة ، أو في أمتي - الشك منه - خسف أو مسخ أو قذف في أهل القدر
وقال أبو داود - رحمه الله - أيضا : حدثنا محمد بن أبي كثير ، أخبرنا سفيان ، عن عمر بن محمد ، عن عمر مولى غفرة ، عن رجل من الأنصار ، عن حذيفة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : . لكل أمة مجوسا ، ومجوس هذه الأمة الذين يقولون لا قدر ، من مات منهم فلا تشهدوا جنازته ، ومن مرض منهم فلا تعودوهم ، وهم شيعة الدجال ، وحق على الله أن يلحقهم بالدجال
وقال - رحمه الله تعالى : حدثنا ، حدثنا أحمد بن حنبل قال : حدثني عبد الله بن يزيد المقري أبو عبد الرحمن قال : حدثني سعيد بن أبي أيوب عطاء بن دينار ، عن حكيم بن شريك الهذلي ، عن يحيى بن ميمون الحضرمي ، عن ربيعة الحرشي ، عن ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : عمر بن الخطاب . صحيح . لا تجالسوا أهل القدر ولا تفاتحوهم
وقال - رحمه الله تعالى : حدثنا ، أخبرنا محمد بن كثير سفيان ، عن أبي سنان ، عن وهب بن خالد الحمصي ، عن ابن الديلمي قال : أتيت ، فقلت له : وقع في نفسي شيء من القدر ، فحدثني بشيء لعل الله أن يذهبه من قلبي ، فقال : أبي بن كعب أحد ذهبا في سبيل الله ، ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر ، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك ، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ، ولو مت على غير هذا لدخلت النار . قال : ثم أتيت [ ص: 958 ] لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه عذبهم وهو غير ظالمهم ، ولو رحمهم ، كانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم ، ولو أنفقت مثل ، فقال مثل ذلك . قال : ثم أتيت عبد الله بن مسعود ، فقال مثل ذلك . قال : ثم أتيت حذيفة بن اليمان ، فحدثني ، عن النبي مثل ذلك . وتقدم ذكر وصية زيد بن ثابت عبادة لابنه في ذلك .
وقال الترمذي - رحمه الله تعالى : حدثنا واصل بن عبد الأعلى ، أخبرنا ، عن محمد بن فضيل القاسم بن حبيب وعلي بن نزار ، عن نزار ، عن عكرمة ، عن - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : ابن عباس المرجئة ، والقدرية . هذا حديث حسن غريب . صنفان من أمتي ليس لهما في الإسلام نصيب :
وقال - رحمه الله تعالى : حدثنا ، أخبرنا محمود بن غيلان أبو داود ، أنبأنا شعبة ، عن منصور ، عن ، عن ربعي بن حراش علي - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : . لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربع : يشهد أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ، بعثني بالحق ، ويؤمن بالموت ، ويؤمن بالبعث بعد الموت ، ويؤمن بالقدر
وقال - رحمه الله تعالى : باب ما جاء من التشديد في . ، حدثنا الخوض في القدر ، أنبأنا عبد الله بن معاوية الجمحي ، عن صالح المري ، عن هشام بن حسان ، عن محمد بن سيرين - رضي الله عنه - قال : أبي هريرة . خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم - [ ص: 959 ] ونحن نتنازع في القدر ، فغضب حتى احمر وجهه ، حتى كأنما فقئ في وجنتيه حب الرمان ، فقال : أبهذا أمرتم ، أم بهذا أرسلت إليكم ؟ إنما هلك من كان قبلكم حين تنازعوا في هذا الأمر ، عزمت عليكم ألا تنازعوا فيه
ولأحمد ، عن ، عن أبيه ، عن جده قال : عمرو بن شعيب . قال : فما غبطت نفسي بمجلس فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم أشهده بما غبطت نفسي بذلك المجلس أني لم أشهده . ورواه خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم ، والناس يتكلمون في القدر ، قال وكأنما تفقأ في وجهه حب الرمان من الغضب ، قال فقال لهم : ما لكم تضربون كتاب الله بعضه ببعض ؟ بهذا هلك من كان قبلكم ابن ماجه ولأحمد ، عن - رضي الله عنه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : أبي الدرداء . لا يدخل الجنة عاق ، ولا مدمن خمر ، ولا مكذب بقدر
وله عن محمد بن عبيد المكي ، عن - رضي الله عنهما - قال : قيل ابن عباس - رضي الله عنهما : إن رجلا قدم علينا يكذب بالقدر ، فقال : دلوني عليه ، وهو يومئذ قد عمي . قالوا : وما تصنع به يا أبا عباس ؟ قال : والذي نفسي بيده ، لئن استمكنت منه ، لأعضن أنفه حتى أقطعه ، ولئن وقعت رقبته في يدي ، لأدقنها ، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : لابن عباس بني فهر يطفن بالخزرج تصطفق ألياتهن مشركات ، هذا أول شرك هذه الأمة ، والذي نفسي بيده ، لينتهين بهم سوء رأيهم [ ص: 960 ] حتى يخرجوا الله من أن يكون قدر خيرا ، كما أخرجوه من أن يكون قدر شرا . كأني بنساء
وروى البزار ، عن ، عن أبيه ، عن جده قال : ما نزلت هذه الآيات ( عمرو بن شعيب إن المجرمين في ضلال وسعر يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر ) ، ( القمر 47 - 49 ) إلا في أهل القدر .
، عن ولابن أبي حاتم ابن زرارة ، عن أبيه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه تلا هذه الآية ( ذوقوا مس سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر ) ، ( القمر 48 - 49 ) قال : نزلت في أناس من أمتي يكونون في آخر الزمان يكذبون بقدر الله .
وروى ، عن الحسن بن عرفة قال : أتيت عطاء بن أبي رباح وهو ينزع من ابن عباس زمزم ، وقد ابتلت أسافل ثيابه ، فقلت له : تكلم في القدر . فقال : أو قد فعلوها ؟ قلت : نعم . قال : فوالله ، ما نزلت هذه الآية إلا فيهم ( ذوقوا مس سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر ) ، ( القمر 48 - 49 ) أولئك شرار هذه الأمة ، فلا تعودوا مرضاهم ، ولا تصلوا على موتاهم ، إن رأيت أحدا منهم ، فقأت عينيه بأصبعي هاتين .