[
nindex.php?page=treesubj&link=28632مرتبة الإسلام ]
( الإسلام ) بالخفض بدل مفصل من مجمل مراتب ، ويقال له بدل بعض من كل ، وما بعده معطوفان عليه . هذه هي المرتبة الأولى في حديث
عمر وما وافق لفظه .
والإسلام لغة : الانقياد والإذعان ، وأما في الشريعة فلإطلاقه حالتان :
( الحالة الأولى ) : أن يطلق على الإفراد غير مقترن بذكر الإيمان ، فهو حينئذ يراد به الدين كله أصوله وفروعه من اعتقاده وأقواله وأفعاله ، كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=19إن الدين عند الله الإسلام ) ( آل عمران : 19 ) ، وقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3ورضيت لكم الإسلام دينا ) ( المائدة : 3 ) ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=85ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه ) ( آل عمران : 85 ) وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=208يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة )
[ ص: 596 ] ( البقرة : 208 ) أي في كافة شرائعه ، ونحو ذلك من الآيات . وكقوله صلى الله عليه وسلم لما سأله
معاوية بن حيدة :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024725ما الإسلام ؟ قال : " أن تقول أسلمت وجهي لله وتخليت " الحديث . وفي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=81عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024726قال رجل : يا رسول الله ، ما الإسلام ؟ قال : " أن يسلم قلبك لله عز وجل وأن يسلم المسلمون من لسانك ويدك " . قال : فأي الإسلام أفضل ؟ قال : " الإيمان " . قال : وما الإيمان ؟ قال : " تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت " . فجعل صلى الله عليه وسلم الإيمان من الإسلام وهو أفضله ، وقوله صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024727إذا أسلم العبد فحسن إسلامه كتب الله له كل حسنة كان أزلفها ، ومحيت عنه كل سيئة كان أزلفها " الحديث . فإن الانقياد ظاهرا بدون إيمان لا يكون حسن إسلام بل هو النفاق ، فكيف تكتب له حسنات أو تمحى عنه سيئات ؟ ونحو ذلك من الأحاديث .
( الحالة الثانية ) : أن يطلق مقترنا بالاعتقاد ، فهو حينئذ يراد به الأعمال والأقوال الظاهرة كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ) ( الحجرات : 14 ) الآية . وقوله صلى الله عليه وسلم لما قال له
سعيد رضي الله عنه :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024728ما لك عن فلان ، فوالله إني لأراه مؤمنا . فقال صلى الله عليه وسلم : " أو مسلم " يعني أنك لم تطلع على إيمانه ، وإنما اطلعت على إسلامه من الأعمال الظاهرة . وفي رواية
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024729لا تقل مؤمن وقل مسلم " ، وكحديث
عمر هذا ، وغير ذلك من الآيات والأحاديث .
[
nindex.php?page=treesubj&link=28632مَرْتَبَةُ الْإِسْلَامِ ]
( الْإِسْلَامِ ) بِالْخَفْضِ بَدَلٌ مُفَصَّلٌ مِنْ مُجْمَلِ مَرَاتِبَ ، وَيُقَالُ لَهُ بَدَلُ بَعْضٍ مِنْ كُلٍّ ، وَمَا بَعْدَهُ مَعْطُوفَانِ عَلَيْهِ . هَذِهِ هِيَ الْمَرْتَبَةُ الْأُولَى فِي حَدِيثِ
عُمَرَ وَمَا وَافَقَ لَفْظَهُ .
وَالْإِسْلَامُ لُغَةً : الِانْقِيَادُ وَالْإِذْعَانُ ، وَأَمَّا فِي الشَّرِيعَةِ فَلِإِطْلَاقِهِ حَالَتَانِ :
( الْحَالَةُ الْأُولَى ) : أَنْ يُطْلَقَ عَلَى الْإِفْرَادِ غَيْرَ مُقْتَرِنٍ بِذِكْرِ الْإِيمَانِ ، فَهُوَ حِينَئِذٍ يُرَادُ بِهِ الدِّينُ كُلُّهُ أُصُولُهُ وَفُرُوعُهُ مِنَ اعْتِقَادِهِ وَأَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=19إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ) ( آلِ عِمْرَانَ : 19 ) ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) ( الْمَائِدَةِ : 3 ) ، وَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=85وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ ) ( آلِ عِمْرَانَ : 85 ) وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=208يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً )
[ ص: 596 ] ( الْبَقَرَةِ : 208 ) أَيْ فِي كَافَّةِ شَرَائِعِهِ ، وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ . وَكَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا سَأَلَهُ
مُعَاوِيَةُ بْنُ حَيْدَةَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024725مَا الْإِسْلَامُ ؟ قَالَ : " أَنْ تَقُولَ أَسْلَمْتُ وَجْهِي لِلَّهِ وَتَخَلَّيْتُ " الْحَدِيثَ . وَفِي حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=81عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024726قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا الْإِسْلَامُ ؟ قَالَ : " أَنْ يَسْلَمَ قَلْبُكَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأَنْ يَسْلَمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِكَ وَيَدِكَ " . قَالَ : فَأَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : " الْإِيمَانُ " . قَالَ : وَمَا الْإِيمَانُ ؟ قَالَ : " تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ " . فَجَعَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْإِيمَانَ مِنَ الْإِسْلَامِ وَهُوَ أَفْضَلُهُ ، وَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024727إِذَا أَسْلَمَ الْعَبْدُ فَحَسُنَ إِسْلَامُهُ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ كُلَّ حَسَنَةٍ كَانَ أَزْلَفَهَا ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ كُلُّ سَيِّئَةٍ كَانَ أَزْلَفَهَا " الْحَدِيثَ . فَإِنَّ الِانْقِيَادَ ظَاهِرًا بِدُونِ إِيمَانٍ لَا يَكُونُ حُسْنَ إِسْلَامٍ بَلْ هُوَ النِّفَاقُ ، فَكَيْفَ تُكْتَبُ لَهُ حَسَنَاتٌ أَوْ تُمْحَى عَنْهُ سَيِّئَاتٌ ؟ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنَ الْأَحَادِيثِ .
( الْحَالَةُ الثَّانِيَةُ ) : أَنْ يُطْلَقَ مُقْتَرِنًا بِالِاعْتِقَادِ ، فَهُوَ حِينَئِذٍ يُرَادُ بِهِ الْأَعْمَالُ وَالْأَقْوَالُ الظَّاهِرَةُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=14قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ) ( الْحُجُرَاتِ : 14 ) الْآيَةَ . وَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا قَالَ لَهُ
سَعِيدٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024728مَا لَكَ عَنْ فُلَانٍ ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَاهُ مُؤْمِنًا . فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَوْ مُسْلِمٌ " يَعْنِي أَنَّكَ لَمْ تَطَّلِعْ عَلَى إِيمَانِهِ ، وَإِنَّمَا اطَّلَعْتَ عَلَى إِسْلَامِهِ مِنَ الْأَعْمَالِ الظَّاهِرَةِ . وَفِي رِوَايَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيِّ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024729لَا تَقُلْ مُؤْمِنٌ وَقُلْ مُسْلِمٌ " ، وَكَحَدِيثٍ
عُمَرَ هَذَا ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالْأَحَادِيثِ .