nindex.php?page=treesubj&link=28647الإيمان قول وعمل
اعلم بأن الدين قول وعمل فاحفظه وافهم ما عليه ذا اشتمل
( اعلم ) يا أخي وفقني الله وإياك والمسلمين ( بأن الدين ) الذي بعث الله به رسله ، وأنزل به كتبه ، ورضيه لأهل سماواته وأرضه وأمر أن لا يعبد إلا به ، ولا يقبل من أحد سواه ، ولا يرغب عنه إلا من سفه نفسه ، ولا أحسن دينا ممن
[ ص: 588 ] التزمه واتبعه هو ( قول ) أي بالقلب واللسان ( وعمل ) أي بالقلب واللسان والجوارح . فهذه أربعة أشياء جامعة لأمور دين الإسلام :
الأول : قول القلب وهو تصديقه وإيقانه ، قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=33والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=34لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين ) ( الزمر : 33 - 34 ) وقال تعالى : ( وكذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=75نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين ) ( الأنعام : 75 ) وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=15إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا ) ( الحجرات : 15 ) . صدقوا ثم لم يشكوا . وفي حديث الدرجات العلى : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024716بلى والذي نفسي بيده ، رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين " . وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=3الذين يؤمنون بالغيب ) ( البقرة : 3 ) وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=136قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم ) ( البقرة : 136 ) الآيات . وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=15وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب ) ( الشورى : 15 ) . وغير ذلك من الآيات .
وفي حديث الشفاعة : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024717يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه من الخير ما يزن شعيرة " الحديث .
وفي الحديث الآخر : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024718فيقال انطلق فمن كان في قلبه مثقال حبة من برة أو شعيرة من إيمان ، ثم من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان ، ثم من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى من مثقال حبة من خردل من إيمان " .
[ ص: 589 ] وقال تعالى في المكذبين : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=10أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ) ( يس : 10 ) وقال تعالى في المرتابين الشاكين : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=167يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم ) ( آل عمران : 167 ) وقال فيهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=41يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ) ( المائدة : 41 ) وقال تعالى فيهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=1إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون ) ( المنافقون : 1 ) أي في قولهم نشهد ; أي كذبوا ، إنهم لا يشهدون بذلك بقلوبهم ، إنما هو بألسنتهم تقية ونفاقا ومخادعة .
الثاني : قول اللسان وهو النطق بالشهادتين شهادة أن لا إله إلا الله وأن
محمدا رسول الله والإقرار بلوازمها . قال الله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=46وقولوا آمنا ) ( البقرة : 136 ) . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=53وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق ) ( القصص : 53 ) . (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=15وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب ) ( الشورى : 15 ) ، وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=86إلا من شهد بالحق ) ( الزخرف : 86 ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=13إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) ( الأحقاف : 13 ) ، وقال صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024719أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله " وما في معناه مما سنذكر وما لا نذكر .
الثالث : عمل القلب ، وهو النية والإخلاص والمحبة والانقياد والإقبال على الله عز وجل والتوكل عليه ولوازم ذلك وتوابعه ، قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=52ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ) ( الأنعام : 52 ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=19وما لأحد عنده من نعمة تجزى nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=20إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ) ( الليل : 20 ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=9إنما نطعمكم لوجه الله ) ( الإنسان : 9 ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=2الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا ) ( الحج : 35 ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=60والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون ) ( المؤمنون : 60 ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=23الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله )
[ ص: 590 ] ( الزمر : 23 ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=28الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) ( الرعد : 28 ) ، وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=3ألا لله الدين الخالص ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=5وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=14قل الله أعبد مخلصا له ديني ) .
وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=165والذين آمنوا أشد حبا لله ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=54يحبهم ويحبونه ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=31قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=7ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون ) . وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=125ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن ) ( النساء : 125 )
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=22ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى ) ( لقمان : 22 ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=34فإلهكم إله واحد فله أسلموا وبشر المخبتين ) ( الحج : 34 ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=65فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) ( النساء : 65 ) ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024463إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه " .
وقال صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024720قال الله تعالى : أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه " .
وقد تقدم جملة من نصوص الإخلاص في الكلام على لا إله إلا الله ، وتقدم هناك بيانه وما ينافيه من الشرك الأكبر وما ينافي كماله من الشرك الأصغر ، وقال صلى الله عليه وسلم : "
أحبوا الله من كل قلوبكم "
[ ص: 591 ] وقال صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024721ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما " الحديث . وقال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024445لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين " .
وكان صلى الله عليه وسلم يقول : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024722اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربني إلى حبك " .
وقال صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024723اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين " .
وقال صلى الله عليه وسلم : "
لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به " . وهذا غاية الانقياد إذا لم يكن له هوى غير ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم . وقد تقدمت النصوص في التوكل والخوف والرجاء والخشية والخضوع وغير ذلك من أعمال القلوب .
الرابع : عمل اللسان والجوارح ، فعمل اللسان ما لا يؤدى إلا به ، كتلاوة القرآن وسائر الأذكار من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والدعاء والاستغفار وغير ذلك ، وعمل الجوارح مما لا يؤدى إلا بها ، مثل القيام والركوع والسجود ، والمشي في مرضاة الله كنقل الخطا إلى المسجد وإلى الحج والجهاد في سبيل الله عز وجل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك مما يشمله حديث
[ ص: 592 ] شعب الإيمان . قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=29إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور ) ( الرعد : 22 ) الآيات .
وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=27واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ) ( الكهف : 27 ) وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=41ياأيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=42وسبحوه بكرة وأصيلا ) ( الأحزاب : 41 ) وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=205واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين ) ( الأعراف : 205 ) الآيات . وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=111وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا ) ( الإسراء : 111 ) وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=46والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا ) ( الكهف : 46 ) وهي : " سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " .
وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=55ادعوا ربكم تضرعا وخفية ) ( الأعراف : 55 ) الآيات . وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20واستغفروا الله إن الله غفور رحيم ) ( المزمل : 20 ) وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=191الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ) ( آل عمران : 191 ) الآيات . وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=238وقوموا لله قانتين ) ( البقرة : 238 ) وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=77يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78وجاهدوا في الله حق جهاده ) ( الحج : 77 - 78 ) الآيات .
وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=63وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=64والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما ) ( الفرقان : 63 - 64 ) الآيات . وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=9أم من هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه ) ( الزمر : 9 ) وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=111إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=112التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين )
[ ص: 593 ] ( التوبة : 111 - 112 ) .
والآيات والأحاديث في هذا الباب كثيرة جدا ليس هذا موضع بسطها ، وإنما المقصود تقرير هذه الأمور من أصول الدين ، فإذا حققت هذه الأمور الأربعة تحقيقا بالغا وعرفت ما يراد بها معرفة تامة وفهمت فهما واضحا ثم أمعنت النظر في أضدادها ونواقضها تبين لك
nindex.php?page=treesubj&link=29645أنواع الكفر لا تخرج عن أربعة :
كفر جهل وتكذيب .
وكفر جحود .
وكفر عناد واستكبار .
وكفر نفاق .
فأحدها يخرج من الملة بالكلية ، وإن اجتمعت في شخص فظلمات بعضها فوق بعض والعياذ بالله من ذلك ; لأنها إما أن تنتفي هذه الأمور كلها - قول القلب وعمله وقول اللسان وعمل الجوارح - أو ينتفي بعضها ، فإن انتفت كلها اجتمع أنواع الكفر غير النفاق ، قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=6إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=7ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم ) ( البقرة : 6 - 7 ) .
وإن انتفى تصديق القلب مع عدم العلم بالحق فكفر الجهل والتكذيب ، قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=39بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله ) ( يونس : 39 ) وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=84أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما أم ماذا كنتم تعملون ) ( النمل : 84 ) . وإن كتم الحق مع العلم بصدقه فكفر الجحود والكتمان ، قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=14وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين ) ( النمل : 14 ) وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=89فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين )
[ ص: 594 ] ( البقرة : 89 ) وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=146الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=147الحق من ربك فلا تكونن من الممترين ) ( البقرة : 146 - 147 ) .
وإن انتفى عمل القلب من النية والإخلاص والمحبة والإذعان مع انقياد الجوارح الظاهرة فكفر نفاق سواء وجد التصديق المطلق أو انتفى ، وسواء انتفى بتكذيب أو شك ، قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=8ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين ) - إلى قوله - (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=20ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء قدير ) ( البقرة : 8 - 20 ) .
وإن انتفى عمل القلب وعمل الجوارح مع المعرفة بالقلب والاعتراف باللسان فكفر عناد واستكبار ، ككفر إبليس وكفر غالب
اليهود الذين شهدوا أن الرسول حق ولم يتبعوه ، أمثال
حيي بن أخطب وكعب بن الأشرف وغيرهم ، وكفر من ترك الصلاة عنادا واستكبارا ، ومحال أن ينتفي انقياد الجوارح بالأعمال الظاهرة مع ثبوت عمل القلب ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024724إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب " .
ومن هنا يتبين لك أن
nindex.php?page=treesubj&link=28647من قال من أهل السنة في الإيمان هو التصديق على ظاهر اللغة أنهم إنما عنوا التصديق الإذعاني المستلزم للانقياد ظاهرا وباطنا بلا شك ، لم يعنوا مجرد التصديق ، فإن إبليس لم يكذب في أمر الله تعالى له بالسجود وإنما أبى عن الانقياد كفرا واستكبارا ،
واليهود كانوا يعتقدون صدق الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يتبعوه ،
وفرعون كان يعتقد صدق
موسى ولم ينقد بل جحد بآيات الله ظلما وعلوا ، فأين هذا من تصديق من قال الله تعالى فيه : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=33والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون ) ( الزمر : 33 ) الآيات . وأين تصديق من قال الله تعالى فيهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=93قالوا سمعنا وعصينا ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=76قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم )
[ ص: 595 ] ( البقرة : 76 ) من تصديق من قالوا (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ) ( البقرة : 285 ) والله الموفق .
كفاك ما قد قاله الرسول إذ جاءه يسأله جبريل
على مراتب ثلاث فصله جاءت على جميعه مشتمله
الإسلام والإيمان والإحسان والكل مبني على أركان
.
( كفاك ) أيها الطالب الحق ( ما قد قال الرسول )
محمد صلى الله عليه وسلم ( إذ ) حين جاءه يسأله عن مراتب الدين وشرائعه (
جبريل ) عليه السلام كما في الأحاديث السابقة عن جماعة من الصحابة ( على مراتب ثلاث فصله ) في تلك الأجوبة الصريحة ، ( جاءت ) أي الثلاث المراتب ( على جميعه ) أي على جميع الدين ( مشتمله ) ولهذا سمى النبي صلى الله عليه وسلم تلك الأمور " الدين " فقال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024686هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم " .
nindex.php?page=treesubj&link=28647الْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ
اعْلَمْ بِأَنَّ الدِّينَ قَوْلٌ وَعَمَلْ فَاحْفَظْهُ وَافْهَمْ مَا عَلَيْهِ ذَا اشْتَمَلْ
( اعْلَمْ ) يَا أَخِي وَفَّقَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكَ وَالْمُسْلِمِينَ ( بِأَنَّ الدِّينَ ) الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ بِهِ رُسُلَهُ ، وَأَنْزَلَ بِهِ كُتُبَهُ ، وَرَضِيَهُ لِأَهْلِ سَمَاوَاتِهِ وَأَرْضِهِ وَأَمَرَ أَنْ لَا يُعْبَدَ إِلَّا بِهِ ، وَلَا يَقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ سِوَاهُ ، وَلَا يَرْغَبُ عَنْهُ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ ، وَلَا أَحْسَنَ دِينًا مِمَّنِ
[ ص: 588 ] الْتَزَمَهُ وَاتَّبَعَهُ هُوَ ( قَوْلٌ ) أَيْ بِالْقَلْبِ وَاللِّسَانِ ( وَعَمَلٌ ) أَيْ بِالْقَلْبِ وَاللِّسَانِ وَالْجَوَارِحِ . فَهَذِهِ أَرْبَعَةُ أَشْيَاءَ جَامِعَةٌ لِأُمُورِ دِينِ الْإِسْلَامِ :
الْأَوَّلُ : قَوْلُ الْقَلْبِ وَهُوَ تَصْدِيقُهُ وَإِيقَانُهُ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=33وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=34لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ) ( الزُّمَرِ : 33 - 34 ) وَقَالَ تَعَالَى : ( وَكَذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=75نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ) ( الْأَنْعَامِ : 75 ) وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=15إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا ) ( الْحُجُرَاتِ : 15 ) . صَدَّقُوا ثُمَّ لَمْ يَشُكُّوا . وَفِي حَدِيثِ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024716بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، رِجَالٌ آمَنُوا بِاللَّهِ وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ " . وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=3الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ) ( الْبَقَرَةِ : 3 ) وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=136قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ ) ( الْبَقَرَةِ : 136 ) الْآيَاتِ . وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=15وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ ) ( الشُّورَى : 15 ) . وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ .
وَفِي حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024717يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَفِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ شَعِيرَةً " الْحَدِيثَ .
وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024718فَيُقَالُ انْطَلِقْ فَمَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ بُرَّةٍ أَوْ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ ، ثُمَّ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ ، ثُمَّ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى أَدْنَى أَدْنَى مِنْ مِثْقَالِ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ " .
[ ص: 589 ] وَقَالَ تَعَالَى فِي الْمُكَذِّبِينَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=10أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ) ( يس : 10 ) وَقَالَ تَعَالَى فِي الْمُرْتَابِينَ الشَّاكِّينَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=167يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ) ( آلِ عِمْرَانَ : 167 ) وَقَالَ فِيهِمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=41يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ ) ( الْمَائِدَةِ : 41 ) وَقَالَ تَعَالَى فِيهِمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=1إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ) ( الْمُنَافِقُونَ : 1 ) أَيْ فِي قَوْلِهِمْ نَشْهَدُ ; أَيْ كَذَبُوا ، إِنَّهُمْ لَا يَشْهَدُونَ بِذَلِكَ بِقُلُوبِهِمْ ، إِنَّمَا هُوَ بِأَلْسِنَتِهِمْ تَقِيَّةً وَنِفَاقًا وَمُخَادَعَةً .
الثَّانِي : قَوْلُ اللِّسَانِ وَهُوَ النُّطْقُ بِالشَّهَادَتَيْنِ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ
مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَالْإِقْرَارُ بِلَوَازِمِهَا . قَالَ اللَّهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=46وَقُولُوا آمَنَّا ) ( الْبَقَرَةِ : 136 ) . (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=53وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ ) ( الْقَصَصِ : 53 ) . (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=15وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ ) ( الشُّورَى : 15 ) ، وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=86إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ ) ( الزُّخْرُفِ : 86 ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=13إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) ( الْأَحْقَافِ : 13 ) ، وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024719أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ " وَمَا فِي مَعْنَاهُ مِمَّا سَنَذْكُرُ وَمَا لَا نَذْكُرُ .
الثَّالِثُ : عَمَلُ الْقَلْبِ ، وَهُوَ النِّيَّةُ وَالْإِخْلَاصُ وَالْمَحَبَّةُ وَالِانْقِيَادُ وَالْإِقْبَالُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالتَّوَكُّلُ عَلَيْهِ وَلَوَازِمُ ذَلِكَ وَتَوَابِعُهُ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=52وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ) ( الْأَنْعَامِ : 52 ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=19وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=20إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى ) ( اللَّيْلِ : 20 ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=9إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ ) ( الْإِنْسَانِ : 9 ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=2الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا ) ( الْحَجِّ : 35 ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=60وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ) ( الْمُؤْمِنُونَ : 60 ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=23اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ )
[ ص: 590 ] ( الزُّمَرِ : 23 ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=28الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) ( الرَّعْدِ : 28 ) ، وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=3أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=98&ayano=5وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=14قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي ) .
وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=165وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=54يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=31قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=7وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ) . وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=125وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ ) ( النِّسَاءِ : 125 )
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=22وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ) ( لُقْمَانَ : 22 ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=34فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ ) ( الْحَجِّ : 34 ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=65فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) ( النِّسَاءِ : 65 ) ، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024463إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى ، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ " .
وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024720قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ ، مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ مَعِي فِيهِ غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ " .
وَقَدْ تَقَدَّمَ جُمْلَةٌ مِنْ نُصُوصِ الْإِخْلَاصِ فِي الْكَلَامِ عَلَى لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَتَقَدَّمَ هُنَاكَ بَيَانُهُ وَمَا يُنَافِيهِ مِنَ الشِّرْكِ الْأَكْبَرِ وَمَا يُنَافِي كَمَالَهُ مِنَ الشِّرْكِ الْأَصْغَرِ ، وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
أَحِبُّوا اللَّهَ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ "
[ ص: 591 ] وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024721ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ : أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا " الْحَدِيثَ . وَقَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024445لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ " .
وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024722اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكُ وَحُبَّ كُلِّ عَمَلٍ يُقَرِّبُنِي إِلَى حُبِّكَ " .
وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024723اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْإِيمَانَ وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ " .
وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ " . وَهَذَا غَايَةُ الِانْقِيَادِ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ هَوًى غَيْرُ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَقَدْ تَقَدَّمَتِ النُّصُوصُ فِي التَّوَكُّلِ وَالْخَوْفِ وَالرَّجَاءِ وَالْخَشْيَةِ وَالْخُضُوعِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَعْمَالِ الْقُلُوبِ .
الرَّابِعُ : عَمَلُ اللِّسَانِ وَالْجَوَارِحِ ، فَعَمَلُ اللِّسَانِ مَا لَا يُؤَدَّى إِلَّا بِهِ ، كَتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ وَسَائِرِ الْأَذْكَارِ مِنَ التَّسْبِيحِ وَالتَّحْمِيدِ وَالتَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالدُّعَاءِ وَالِاسْتِغْفَارِ وَغَيْرِ ذَلِكَ ، وَعَمَلُ الْجَوَارِحِ مِمَّا لَا يُؤَدَّى إِلَّا بِهَا ، مِثْلُ الْقِيَامِ وَالرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ ، وَالْمَشْيِ فِي مَرْضَاةِ اللَّهِ كَنَقْلِ الْخُطَا إِلَى الْمَسْجِدِ وَإِلَى الْحَجِّ وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يَشْمَلُهُ حَدِيثُ
[ ص: 592 ] شُعَبِ الْإِيمَانِ . قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=29إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ ) ( الرَّعْدِ : 22 ) الْآيَاتِ .
وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=27وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ) ( الْكَهْفِ : 27 ) وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=41يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=42وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ) ( الْأَحْزَابِ : 41 ) وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=205وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ ) ( الْأَعْرَافِ : 205 ) الْآيَاتِ . وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=111وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ) ( الْإِسْرَاءِ : 111 ) وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=46وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ) ( الْكَهْفِ : 46 ) وَهِيَ : " سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ " .
وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=55ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ) ( الْأَعْرَافِ : 55 ) الْآيَاتِ . وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=20وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) ( الْمُزَّمِّلِ : 20 ) وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=191الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ ) ( آلِ عِمْرَانَ : 191 ) الْآيَاتِ . وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=238وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ) ( الْبَقَرَةِ : 238 ) وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=77يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=78وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ) ( الْحَجِّ : 77 - 78 ) الْآيَاتِ .
وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=63وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=64وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ) ( الْفَرْقَانِ : 63 - 64 ) الْآيَاتِ . وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=9أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ) ( الزُّمَرِ : 9 ) وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=111إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=112التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ )
[ ص: 593 ] ( التَّوْبَةِ : 111 - 112 ) .
وَالْآيَاتُ وَالْأَحَادِيثُ فِي هَذَا الْبَابِ كَثِيرَةٌ جِدًّا لَيْسَ هَذَا مَوْضِعَ بَسْطِهَا ، وَإِنَّمَا الْمَقْصُودُ تَقْرِيرُ هَذِهِ الْأُمُورِ مِنْ أُصُولِ الدِّينِ ، فَإِذَا حَقَّقْتَ هَذِهِ الْأُمُورَ الْأَرْبَعَةَ تَحْقِيقًا بَالِغًا وَعَرَفْتَ مَا يُرَادُ بِهَا مَعْرِفَةً تَامَّةً وَفَهِمْتَ فَهْمًا وَاضِحًا ثُمَّ أَمْعَنْتَ النَّظَرَ فِي أَضْدَادِهَا وَنَوَاقِضِهَا تَبَيَّنَ لَكَ
nindex.php?page=treesubj&link=29645أَنْوَاعُ الْكُفْرِ لَا تَخْرُجُ عَنْ أَرْبَعَةٍ :
كُفْرُ جَهْلٍ وَتَكْذِيبٍ .
وَكَفْرُ جُحُودٍ .
وَكُفْرُ عِنَادٍ وَاسْتِكْبَارٍ .
وَكُفْرُ نِفَاقٍ .
فَأَحَدُهَا يُخْرِجُ مِنَ الْمِلَّةِ بِالْكُلِّيَّةِ ، وَإِنِ اجْتَمَعَتْ فِي شَخْصٍ فَظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ وَالْعِيَاذُ بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكَ ; لِأَنَّهَا إِمَّا أَنْ تَنْتَفِيَ هَذِهِ الْأُمُورُ كُلُّهَا - قَوْلُ الْقَلْبِ وَعَمَلُهُ وَقَوْلُ اللِّسَانِ وَعَمَلُ الْجَوَارِحِ - أَوْ يَنْتَفِيَ بَعْضُهَا ، فَإِنِ انْتَفَتْ كُلُّهَا اجْتَمَعَ أَنْوَاعُ الْكُفْرِ غَيْرُ النِّفَاقِ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=6إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=7خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) ( الْبَقَرَةِ : 6 - 7 ) .
وَإِنِ انْتَفَى تَصْدِيقُ الْقَلْبِ مَعَ عَدَمِ الْعِلْمِ بِالْحَقِّ فَكُفْرُ الْجَهْلِ وَالتَّكْذِيبِ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=39بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ ) ( يُونُسَ : 39 ) وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=84أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمْ مَاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) ( النَّمْلِ : 84 ) . وَإِنْ كَتَمَ الْحَقَّ مَعَ الْعِلْمِ بِصِدْقِهِ فَكُفْرُ الْجُحُودِ وَالْكِتْمَانِ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=14وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ) ( النَّمْلِ : 14 ) وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=89فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ )
[ ص: 594 ] ( الْبَقَرَةِ : 89 ) وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=146الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=147الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ) ( الْبَقَرَةِ : 146 - 147 ) .
وَإِنِ انْتَفَى عَمَلُ الْقَلْبِ مِنَ النِّيَّةِ وَالْإِخْلَاصِ وَالْمَحَبَّةِ وَالْإِذْعَانِ مَعَ انْقِيَادِ الْجَوَارِحِ الظَّاهِرَةِ فَكُفْرُ نِفَاقٍ سَوَاءٌ وُجِدَ التَّصْدِيقُ الْمُطْلَقُ أَوِ انْتَفَى ، وَسَوَاءٌ انْتَفَى بِتَكْذِيبٍ أَوْ شَكٍّ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=8وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ) - إِلَى قَوْلِهِ - (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=20وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) ( الْبَقَرَةِ : 8 - 20 ) .
وَإِنِ انْتَفَى عَمَلُ الْقَلْبِ وَعَمَلُ الْجَوَارِحِ مَعَ الْمَعْرِفَةِ بِالْقَلْبِ وَالِاعْتِرَافِ بِاللِّسَانِ فَكُفْرُ عِنَادٍ وَاسْتِكْبَارٍ ، كَكُفْرِ إِبْلِيسَ وَكُفْرِ غَالِبِ
الْيَهُودِ الَّذِينَ شَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَلَمْ يَتَّبِعُوهُ ، أَمْثَالِ
حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ وَكَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ وَغَيْرِهِمْ ، وَكَفْرِ مَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ عِنَادًا وَاسْتِكْبَارًا ، وَمُحَالٌ أَنْ يَنْتَفِيَ انْقِيَادُ الْجَوَارِحِ بِالْأَعْمَالِ الظَّاهِرَةِ مَعَ ثُبُوتِ عَمَلِ الْقَلْبِ ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024724إِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ " .
وَمِنْ هُنَا يَتَبَيَّنُ لَكَ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28647مَنْ قَالَ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ فِي الْإِيمَانِ هُوَ التَّصْدِيقُ عَلَى ظَاهِرِ اللُّغَةِ أَنَّهُمْ إِنَّمَا عَنَوُا التَّصْدِيقَ الْإِذْعَانِيَّ الْمُسْتَلْزِمَ لِلِانْقِيَادِ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا بِلَا شَكٍّ ، لَمْ يَعْنُوا مُجَرَّدَ التَّصْدِيقِ ، فَإِنَّ إِبْلِيسَ لَمْ يُكَذِّبْ فِي أَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى لَهُ بِالسُّجُودِ وَإِنَّمَا أَبَى عَنْ الِانْقِيَادِ كُفْرًا وَاسْتِكْبَارًا ،
وَالْيَهُودُ كَانُوا يَعْتَقِدُونَ صِدْقَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَتَّبِعُوهُ ،
وَفِرْعَوْنُ كَانَ يَعْتَقِدُ صِدْقَ
مُوسَى وَلَمْ يَنْقَدْ بَلْ جَحَدَ بِآيَاتِ اللَّهِ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ، فَأَيْنَ هَذَا مِنْ تَصْدِيقِ مَنْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=33وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ) ( الزُّمَرِ : 33 ) الْآيَاتِ . وَأَيْنَ تَصْدِيقُ مَنْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=93قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=76قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ )
[ ص: 595 ] ( الْبَقَرَةِ : 76 ) مِنْ تَصْدِيقِ مَنْ قَالُوا (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=285سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ) ( الْبَقَرَةِ : 285 ) وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ .
كَفَاكَ مَا قَدْ قَالَهُ الرَّسُولُ إِذْ جَاءَهُ يَسْأَلُهُ جِبْرِيلُ
عَلَى مَرَاتِبٍ ثَلَاثٍ فَصَّلَهْ جَاءَتْ عَلَى جَمِيعِهِ مُشْتَمِلَهْ
الْإِسْلَامِ وَالْإِيمَانِ وَالْإِحْسَانِ وَالْكُلُّ مَبْنِيٌّ عَلَى أَرْكَانِ
.
( كَفَاكَ ) أَيُّهَا الطَّالِبُ الْحَقَّ ( مَا قَدْ قَالَ الرَّسُولُ )
مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( إِذْ ) حِينَ جَاءَهُ يَسْأَلُهُ عَنْ مَرَاتِبِ الدِّينِ وَشَرَائِعِهِ (
جِبْرِيلُ ) عَلَيْهِ السَّلَامُ كَمَا فِي الْأَحَادِيثِ السَّابِقَةِ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ ( عَلَى مَرَاتِبٍ ثَلَاثٍ فَصَّلَهْ ) فِي تِلْكَ الْأَجْوِبَةِ الصَّرِيحَةِ ، ( جَاءَتْ ) أَيِ الثَّلَاثُ الْمَرَاتِبُ ( عَلَى جَمِيعِهِ ) أَيْ عَلَى جَمِيعِ الدِّينِ ( مُشْتَمِلَهْ ) وَلِهَذَا سَمَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِلْكَ الْأُمُورَ " الدِّينَ " فَقَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1024686هَذَا جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ " .