( فوائد )
( الأولى ) : هذه هي المرادة بقوله - صلى الله عليه وسلم : لكل نبي دعوة مستجابة ، فتعجل كل نبي دعوته ، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي ، وهذه الشفاعة لأهل الموقف إنما هي لأجل حسابهم ، ويراحوا من الموقف كما قاله الشفاعة العامة التي خص بها نبينا - صلى الله عليه وسلم - من بين سائر الأنبياء القرطبي في تذكرته ، قال :
وقوله في حديث : " أبى هريرة محمد أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن " يدل على أنه شفع فيما طلب من تعجيل حساب أهل الموقف ، فإنه لما أمر بإدخال من لا حساب عليه من أمته ، فقد شرع في حساب من عليه حساب من أمته وغيرهم ، وكان طلب هذه الشفاعة من الناس غلط ثم يلهمون ، وذكر يا ابن برجان في الإرشادان : الذي يدلهم على ذلك رءوس المحشر ، وهم رؤساء أتباع الرسل .
قال الحافظ السيوطي :
وحديث : " " . . . إلخ - متواتر ورد من حديث لكل نبي دعوة أنس وجابر - رضي الله عنهما . أخرجهما مسلم وعبد الله بن عمرو بن الصامت ، رضي [ ص: 208 ] الله عنهم أخرجها وأبي سعيد الخدري الإمام أحمد وعبد الرحمن بن أبى عقيل - رضي الله عنه - أخرجه البزار والبيهقي ، وحكمة إلهام الناس التردد إلى غير النبي - صلى الله عليه وسلم - قبله ، ولم يلهموا المجيء إليه من أول وهلة لإظهار فضله وشرفه - صلى الله عليه وسلم .
وأما ما ذكره في كتابه كشف علوم الآخرة أن بين إتيان أهل الموقف أبو حامد الغزالي آدم وإتيانهم نوحا ألف سنة ، وكذا بين كل نبي ونبي ، فقال الحافظ ابن حجر في شرح : البخاري
لم أقف لذلك على أصل ، وقد أكثر في هذا الكتاب من إيراد أحاديث لا أصل لها ، فلا يغتر بشيء منها . انتهى .