الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
( الرابعة )

( في الإشارة إلى بعض الفتن الواقعة قبل خروج المهدي وخروج خوارج قبل ذلك ) .

( منها ) ما ذكره في الإشاعة أنه يحسر الفرات عن جبل من ذهب كما [ ص: 78 ] تقدم فإذا سمع به الناس ساروا إليه واجتمع عليه ثلاثة كلهم ابن خليفة يقتتلون عنده ثم لا يصبر إلى أحد منهم فيقول كل واحد والله لئن تركت الناس يأخذون منه ليذهبن بكله فيقتتلون عليه حتى يقتل من كل مائة تسعة وتسعون ، وفي رواية فيقتل تسعة أعشارهم ، وفي رواية من كل تسعة سبعة ، فيقول كل رجل لعلي أنا أنجو .

وقد قال صلى الله عليه وسلم " من حضر فلا يأخذ منه شيئا
" . وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من حضر فلا يأخذ منه شيئا " وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تقوم الساعة حتى يخرج المهدي من ولدي ولا يخرج المهدي حتى يخرج ستون كذابا كلهم يقول أنا نبي " .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريبا من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله " رواه مسلم في صحيحه ورواه البخاري بمعناه وتمام الحديث في مسلم " وحتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج " وهو القتل - الحديث . وهو في صحيح البخاري إلا أن قوله وتكثر الزلازل في البخاري دون مسلم .

وفي مسلم عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن بين يدي الساعة كذابين " زاد في طريق أخرى قال جابر فاحذروهم . وقال جعفر الصادق بن محمد الباقر لا يظهر المهدي إلا على خوف شديد من الناس وزلزال وفتنة وبلاء يصيب الناس والطاعون قبل ذلك وسيف قاطع بين العرب واختلاف شديد في الناس وتشتت في دينهم وتغير في حالهم حتى يتمنى المتمني الموت صباحا ومساء من عظيم ما يرى من كلب الناس وأكل بعضهم بعضا فحينئذ يخرج فيا طوبى لمن أدركه وكان من أنصاره والويل كل الويل لمن خالفه وخالف أمره .

وقال محمد بن الصامت قلت للحسين بن علي رضي الله عنهما أما من علامة بين يدي هذا الأمر - يعني ظهور المهدي - قال قال : بلى ، قلت وما هي قال : هلاك بني العباس وخروج السفياني والخسف بالبيداء . قلت جعلت فداك أخاف أن يطول هذا الأمر ، فقال إنما هو كنظام يتبع بعضه بعضا .

[ ص: 79 ] وعن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه قال : تكون في الشام رجفة يهلك فيها أكثر من مائة ألف يجعلها الله رحمة للمؤمنين وعذابا على المنافقين فإذا كان كذلك فانظروا إلى أصحاب البراذين الشهب والرايات الصفراء تقبل من المغرب حتى تحل بالشام وذلك عند الجوع الأكبر والموت الأحمر فإذا كان ذلك فانظروا خسف قرية من قرى دمشق يقال لها حرستا فإذا كان ذلك خرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس حتى يستوي على منبر دمشق فإذا كان ذلك فانظروا خروج المهدي .

التالي السابق


الخدمات العلمية