( ومنها ) أي قال الأمور التي يجب الإيمان بها وأنها حق لا ترد عذاب القبر الحافظ جلال الدين السيوطي في كتابه " شرح الصدور في أحوال الموتى والقبور " وقد ذكر الله عذاب القبر في القرآن في عدة أماكن كما بينته في الإكليل في أسرار التنزيل . انتهى .
قال الحافظ ابن رجب في كتابه أهوال القبور في قوله تعالى : ( فلولا إذا بلغت الحلقوم - إلى قوله - إن هذا لهو حق اليقين ) عن قال : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآيات فقال : " إذا كان عند الموت قيل له هذا ، فإن كان من أصحاب اليمين أحب لقاء الله وأحب الله لقاءه وإن كان من أصحاب الشمال كره لقاء الله وكره الله لقاءه عبد الرحمن بن أبي ليلى " .
وأخرج أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الإمام أحمد " . وقال الإمام المحقق من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه " فأكب القوم يبكون قال " ما يبكيكم ؟ " قالوا إنا نكره الموت قال ليس ذلك ولكنه إذا حضر فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم ، فإذا بشر بذلك أحب لقاء الله والله للقائه أحب ، وأما إن كان من المكذبين فنزل من حميم وتصلية جحيم ، فإذا بشر بذلك كره لقاء الله والله للقائه أكره ابن القيم في كتاب الروح قول السائل ما فأجاب عن ذلك بوجهين مجمل ومفصل أما المجمل فإن الله تعالى أنزل على رسوله وحيين فأوجب على عباده الإيمان بهما والعمل بما فيهما وهما الكتاب والحكمة قال تعالى الحكمة في أن عذاب القبر لم يذكر في القرآن صريحا مع شدة الحاجة إلى معرفته والإيمان به ليحذره الناس ويتقى ؟ وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وقال الله تعالى هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم - إلى قوله - ويعلمهم الكتاب والحكمة وقال تعالى واذكرن ما يتلى في بيوتكن الآية والحكمة هي السنة باتفاق السلف ، وما أخبر به [ ص: 13 ] الرسول عن الله فهو في وجوب تصديقه والإيمان به كما أخبر به الرب على لسان رسوله ، فهذا أصل متفق عليه بين أهل الإسلام لا ينكره إلا من ليس منهم ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم " " . قال المحقق : وأما الجواب المفصل فهو أن نعيم البرزخ وعذابه مذكور في القرآن في مواضع ( منها ) قوله تعالى إني أوتيت الكتاب ومثله معه ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت الآية وهذا خطاب لهم عند الموت قطعا وقد أخبرت الملائكة وهم الصادقون أنهم حينئذ يجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون ، ولو تأخر عنهم ذلك إلى انقضاء الدنيا لما صح أن يقال لهم اليوم تجزون عذاب الهون ، وقوله تعالى فوقاه الله سيئات ما مكروا - إلى قوله - يعرضون عليها غدوا وعشيا الآية فذكر عذاب الدارين صريحا لا يحتمل غيره . ومنها قوله تعالى فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا ولا هم ينصرون انتهى كلامه .
وأخرج من حديث البخاري رضي الله عنه قال : أبي هريرة " وأخرج كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو " اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر الترمذي عن علي رضي الله عنه قال : ما زلنا في شك من عذاب القبر حتى نزلت ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر . وقال : إذا مات الكافر أجلس في قبره فيقال له من ربك وما دينك فيقول لا أدري فيضيق عليه قبره - ثم قرأ ابن مسعود " فإن له معيشة ضنكا " قال المعيشة الضنك هي عذاب القبر . ابن مسعود
وقال رضي الله عنهما في قوله تعالى " البراء بن عازب عذابا دون ذلك " قال عذاب القبر . وروي عن رضي الله عنهما في قوله تعالى ابن عباس ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر ( قال عذاب القبر ) .
وكذا قال قتادة في قوله تعالى " سنعذبهم مرتين " : إحداهما في الدنيا والأخرى عذاب القبر . والربيع بن أنس
قال الحافظ ابن رجب وقد تواترت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في عذاب القبر ففي الصحيحين رضي الله عنهما أنها قالت : سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن عذاب القبر قال : " نعم عذاب القبر حق أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق " . عن
وفي صحيح مسلم عن رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم ابن عباس الدجال " . أنه كان يعلمهم [ ص: 14 ] هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن : " اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم وأعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات وأعوذ بك من فتنة المسيح
وأخرج مسلم أيضا عن وابن أبي شيبة رضي الله عنه قال : زيد بن ثابت لبني النجار على بغلة له ونحن معه إذ حادت فكادت أن تلقيه ، وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة فقال " من يعرف أصحاب هذه الأقبر ؟ " فقال رجل أنا فقال " متى مات هؤلاء ؟ " فقال ماتوا في الإشراك فقال النبي صلى الله عليه وسلم " إن هذه الأمة تبتلى في قبورها ، فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه " . ثم أقبل علينا بوجهه فقال : " تعوذوا بالله من عذاب القبر " الحديث . بينما النبي صلى الله عليه وسلم في حائط
وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " . إن أهل القبور يعذبون في قبورهم عذابا تسمعه البهائم
وفي الباب عن رضي الله عنه رواه أبي سعيد الخدري الإمام أحمد وأبو يعلى ، وعن والآجري رضي الله عنه رواه أبي هريرة أبو يعلى ( والآجري وابن منده ) . وعن أنس رضي الله عنه رواه مسلم ، وعن رضي الله عنه رواه أبي أيوب الأنصاري ابن ماجه .
وفيه أيضا عن ابن عمر وعبد الرحمن بن أبي حسنة وأبي أمامة وميمونة مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعلى بن سيابة ويعلى بن مرة وأم بشير وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين . وابن مسعود