واختلف في الروح : هل هي مخلوقة قبل الجسد أم بعده ؟ وقد تقدم عند ذكر الميثاق الإشارة إلى ذلك .

واختلف في nindex.php?page=treesubj&link=32886الروح : ما هي ؟ قيل : هي جسم ، وقيل : عرض ، وقيل : لا ندري ما الروح ، أجوهر أم عرض ؟ وقيل : ليس الروح شيئا أكثر من اعتدال الطبائع الأربع ، وقيل : هي الدم الصافي الخالص من الكدر والعفونات ، وقيل : هي الحرارة الغريزية ، وهي الحياة ، وقيل : هو جوهر بسيط منبث في العالم كله من الحيوان ، على جهة الإعمال له والتدبير ، وهي على ما وصفت من الانبساط في العالم ، غير منقسمة الذات والبنية ، وأنها في كل حيوان العالم بمعنى واحد لا غير ، وقيل : النفس هي النسيم الداخل والخارج بالتنفس ، وقيل غير ذلك .

[ ص: 565 ] وللناس في مسمى الإنسان : هل هو الروح فقط ، أو البدن فقط ، أو مجموعهما ، أو كل منهما ؟ وهذه الأقوال الأربعة لهم في كلامه : هل هو اللفظ ، أو المعنى فقط ، أو هما ، أو كل منهما ؟ فالخلاف بينهم في الناطق ونطقه .

والحق : أن الإنسان اسم لهما ، وقد يطلق على أحدهما بقرينه ، وكذلك الكلام .

وَاخْتُلِفَ فِي الرُّوحِ : هَلْ هِيَ مَخْلُوقَةٌ قَبْلَ الْجَسَدِ أَمْ بَعْدَهُ ؟ وَقَدْ تَقَدَّمَ عِنْدَ ذِكْرِ الْمِيثَاقِ الْإِشَارَةُ إِلَى ذَلِكَ .

وَاخْتُلِفَ فِي nindex.php?page=treesubj&link=32886الرُّوحِ : مَا هِيَ ؟ قِيلَ : هِيَ جِسْمٌ ، وَقِيلَ : عَرَضٌ ، وَقِيلَ : لَا نَدْرِي مَا الرُّوحُ ، أَجَوْهَرٌ أَمْ عَرَضٌ ؟ وَقِيلَ : لَيْسَ الرُّوحُ شَيْئًا أَكْثَرَ مِنَ اعْتِدَالِ الطَّبَائِعِ الْأَرْبَعِ ، وَقِيلَ : هِيَ الدَّمُ الصَّافِي الْخَالِصُ مِنَ الْكَدَرِ وَالْعُفُونَاتِ ، وَقِيلَ : هِيَ الْحَرَارَةُ الْغَرِيزِيَّةُ ، وَهِيَ الْحَيَاةُ ، وَقِيلَ : هُوَ جَوْهَرٌ بَسِيطٌ مُنْبَثٌّ فِي الْعَالَمِ كُلِّهِ مِنَ الْحَيَوَانِ ، عَلَى جِهَةِ الْإِعْمَالِ لَهُ وَالتَّدْبِيرِ ، وَهِيَ عَلَى مَا وُصِفَتْ مِنْ الِانْبِسَاطِ فِي الْعَالَمِ ، غَيْرُ مُنْقَسِمَةِ الذَّاتِ وَالْبِنْيَةِ ، وَأَنَّهَا فِي كُلِّ حَيَوَانِ الْعَالَمِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ لَا غَيْرُ ، وَقِيلَ : النَّفْسُ هِيَ النَّسِيمُ الدَّاخِلُ وَالْخَارِجُ بِالتَّنَفُّسِ ، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ .

[ ص: 565 ] وَلِلنَّاسِ فِي مُسَمَّى الْإِنْسَانِ : هَلْ هُوَ الرُّوحُ فَقَطْ ، أَوِ الْبَدَنُ فَقَطْ ، أَوْ مَجْمُوعُهُمَا ، أَوْ كُلٌّ مِنْهُمَا ؟ وَهَذِهِ الْأَقْوَالُ الْأَرْبَعَةُ لَهُمْ فِي كَلَامِهِ : هَلْ هُوَ اللَّفْظُ ، أَوِ الْمَعْنَى فَقَطْ ، أَوْ هُمَا ، أَوْ كُلٌّ مِنْهُمَا ؟ فَالْخِلَافُ بَيْنَهُمْ فِي النَّاطِقِ وَنُطْقِهِ .

وَالْحَقُّ : أَنَّ الْإِنْسَانَ اسْمٌ لَهُمَا ، وَقَدْ يُطْلَقُ عَلَى أَحَدِهِمَا بِقَرِينِهِ ، وَكَذَلِكَ الْكَلَامُ .